الاختلاف طريق انتصار العدو
الاختلاف بين ذوي النفوذ والسلطة وأصحاب الكلمة التي بواسطتها يستطيع أي شخص شق صف أي قوة هي الفرصة الثمينة للمتربص والعدو.
حينما يسمع العدو عن وقوع اختلاف مثلا، مسؤول وآخر أو زعيم منطقة وزعيم آخر على سلطة أو غيرها بعد أن كانو كلمة واحدة، تصرخ في وجهه وتقارعه وتتصدى له، يسعى جاهدا لاستقطاب المنشق عن الصف واستقطابه وتحريضه خاصة إذا كان المنشق صاحب كلمة وله تأثير على الأتباع.
لأن الاختلاف بين الكتلة الواحدة طريق سهل إلى انتصاره وهزيمة كلا الطرفين المختلفيين فيما بينهم كل على حدة، لقد تعلمنا ذلك منذ القدم فقد درسنا في الصف الثالث الابتدائي قصة الثيران الثلاثة الذي استفرد بهم الأسد كلا على حدة.
وتعلمنا جميعا قصة الرجل الذي كان على فراش الموت فاستدعى أولاده فطلب منهم ان يأتو اليه بعصا واحدة فأحضروها، فقام بكسرها، ثم طلب منهم أخرى فكسرها ثم طلب منهم حزمة من العصي فلم يستطع كسرها
ليوصى أولاده بعدم التفرق حتى لا يستطيع عدوهم أن يكسرهم ويقول لهم تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا.
ولنا في التاريخ عبرة…
عندما اختلف الإمام علي كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه علم بذلك قيصر فبعث برسالة إلى معاوية قال فيها :
إنا لنعلم أنكم أحق منه بالخلافة فلو أمرتني لأرسلت لك بجيشٍ يأتي إليك برأس علي بن أبي طالب
ولكن معاوية رد برسالة كان في مطلعها أخوان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما…
فالاختلاف والتفرق بداية الهزيمة ومنها يجد العدو الطريق سهلة ليحقق نصره وينهي خصمه المختلف المتفرق.
فلا نصر إلا بلم الشمل ولا قوة إلا بوحدة الكلمة.
كتبه/ محمد الرصاعي