هل للحضارم وجود في السلك الدبلوماسي؟!
منذ 1967 أصبحت حضرموت محافظة من محافظات الجنوب إن عدنا إلى السنوات الاولى لدولة الجنوب وتعيين الحضارم في البعثات الدبلوماسية في سفارات اليمن الديمقراطية في الدول العربية والأجنبية وفي المنظمات الدولية ، نجد أعداد قليلة جدا مقارنة بعد سكان حضرموت. أهميتها في دولة الجنوب آنذاك.
بعد دخول دولة الجنوبي في الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية 1990 بقيت اعداد دبلوماسي حضرموت ، نفس الأعداد ولم يضاف الى هذا السلك دماء حضرمية جديدة .
بعد حرب 1994 ودخول القوات الشمالية و إحتلال محافظات الجنوب ، المنتصر اصبح مسيطر على كل شيء في كل الوظائف الداخلية والخارجية واقتصر على وجود كوادر حضرمية تابعة المنتصر من الشماليين وإن كانت هناك مناصب سلمت لبعض الحضارم مثل رئيس الوزراء وزراء في وزارات مهمة النفط وغيرها لكنهم يظلوا تابعين..
اما في السلك الدبلوماسي الخارجي لم ينضم الى هذا السلك الهام من الحضارم إلا
بنسب ضئيلة جدا وربما أعداد لا تزيد على واحد في الالف ..وخاصة ممن كان منضما الى هذا السلك ايام دولة الجنوب.
وظلت كافة البعثات الدبلوماسية في الخارج من نصيب محافظات الشمال اليمني وبعض المحافظات الجنوبية المعروفة.
كنا لا نهتم بذلك ولا تثار من الحضارم مشكلات أو اعتراضات على ما يدور من توظيف في وزارة الخارجية ، وحرمان أبناء حضرموت وأن هناك تعمّد بعدم توظيف كوادر حضرمية في هذه البعثات الدبلوماسية .
وكنا نسمع في نشرات الاخبار من قناة صنعاء التعيينات آلاف الدبلوماسيين ، وبعضها تعيينات لا تنشر في وسائل الإعلام .
حينها كنا طلابا في دول عربية لا يوجد ولا حضرمي موظف في سفارة يمنية مطلقا .
كنا نقول هل نحن في دولة واحدة وهل حضرموت وأهميتها الاقتصادية والجغرافية وتوافر الكوادر فيها تحرم من العمل في هذه الوظائف؟!
نشاهد كل السفارات غالبيتهم من المقربين للنظام وكلهم من أبناء جهة واحدة، وبعد دخول الحوثي صنعاء وعودة العاصمة الي عدن عُيّن في السفارات موظفين من بعض محافظات جنوبية بعينها ولا يوجد للاسف واحد من حضرموت
رغم الاعداد الكبيرة من سفارات اليمن في عديد الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية في السفارات في كل قارات العالم ألا .. يعد ذلك استبعاد للحضارم رغم إن رواتب الاغلبية في السفارات كانت تصرف من نفط حضرموت وايرادات حضرموت، بل يعيّن في كل سفارة أعداد مأهولة من الدبلوماسيين وللاسف اكثرهم غير مؤهلين لهذه الوظائف ..
اذن استبعاد الحضارم مستمر منذ 1994 من سفارات الدولة الخارجية ومازال ، ماذا نفسر ذلك الا انه تهميش ..
كل هذه التراكمات فكّر فيها الحضارم ماهو السبب في عدم توزيع وظائف السفارات بالتساوي على المحافظات ..لكن استبعاد الحضارم أمر اعتادت عليه الدولة اليمنية .. إن تجاهل حضرموت كان متعمدا . بل اقتصر الامر للاخرين من غير الحضارم ونحن نظل تابعين بعيدين عن هذه المناصب ولن ينصف لحضرموت أحدا من الرؤساء او الحكومات..
تعيّن اخيرا ثلاث افراد اثنين سفراء احدهم في ماليزيا وآخر في مصر ، وملحق ثقافي . وان وجدت دبلوماسيين غير هؤلاء فهم اقلية جدا من بقايا دولة الجنوب 1990 وإن المنع من هذه الوظائف على الحضرمي الدخول في السلك الدبلوماسي اصبح واضحا ..
ولهذا على حلف حضرموت و على والمؤتمر الجامع الحضرمي ، الوقوف أمام هذا الأمر وامام هذا الابعاد الاستثناء المتعمد اصبح ضرورة ملحة..
أن حل مشاكل حضرموت واستبعادها من الوظائف الدبلوماسية.. غير مقبول وان حضرموت لن تحصل على حقوقها المشروعة إلا بفرض او تحقيق الحكم الذاتي حتى تحصل حضرموت على نصيبها من هذه الوظائف، وأن لا تقتصر حضرموت على تقديم ثروة الأجيال و رفد موازنة الحكومة من حضرموت
على كل حال أن الحكم الذاتي السبيل المناسب لحضور الحضارم وانتزاع حقوقهم …
د.خالد سالم باوزير