الأربعاء , يناير 15 2025

علَّقوا حضرموت

علَّقوا حضرموت

 

 

هناك فرق بين التعليق والاستقالة.
التعليق: لغة: رِجلٌ ببابك وأخرى خارجه، وليس انسحابا كاملا، ويأتي أيضا بمعنى (التطنيش)، على قول إخواننا المصريين: أذن من طين وأذن من عجين.
واصطلاحا: تجلس في بيتك والراتب والعلاوات والإكراميات والبدلات والمقبّلات والحلويات والــ(…ات) (سابرة).

أما الاستقالة فهي قولك: هذه بضاعتكم ردّت إليكم يا عم هادي، والسلام، (بَطْلنا شغل نهائيا).

الجماعة فحصوها ومصوا (العلجوم) زين، وخرجوا لنا بأعجوبة الدهر، وفريدة العصر، وتمخض الجبل فولد فأراً، فكانت عصارة جلسات (القال) و(القيل) و(المقيل) و(النقيل) في الخيمة المقدسة؛ تعليق العمل..!!، لأجل المصلحة (العامة..!!) طبعا، وليست (الخاصة..!!) حتى لا تسيئوا فهمي.

وبعد هاءٍ وهاء، فاضت قريحتهم بأشد ما صنعت العرب، و(التعليق) حتما سيصل زلزاله لأبراج الرياض وأبوظبي، بل سترتجف المدينتان وتضطربان، للزلزال القادم من (الشرق).
على ذكر (الشرق)، أذكر قصة تقول: أن ثعلباً كان يخوّف الأرانب ليقدموا له كل يوم أرنبا، وكان يحدثهم –كاذبا- أن في ذلك الغار –وأشار إلى غار كبير في الجبل- أسد مفترس أرسلني إليكم، فإذا عصيتموني خرج عليكم والتهمكم جميعا في وجبة واحدة، وهكذا أصبحت الأرانب تراقب الغار صباحا مساء وترتجف منه كلما فكرت في التمرد على الثعلب.
فـــــ(البعبع) الحضرمي الذي يراد له أن يخيف الأرانب، ينبغي أن يكون من تلك الجهة، من هناك من خيمة (الشرق) مركز العالم وقطب الولاية وبوابة الخلاص، حيث الخيمة المقدسة تخرج زلازل التهديدات والوعيد والويلات للأرانب.
لكن الحقيقة أنه منذ فاجعة ديسمبر 2013 لم تورِّد لنا (خيمة الشرق) أي منتجات سياسية ذات قيمة ثورية حقيقية، غير (الرشبة) و(المضغة) ومؤخرا (الشجرة الخبيثة)، ونسي أصحابها أن خيمتهم المقدسة تلك؛ شيدتها الأرانب نفسها، وبالتالي فهي تعرف -أي الأرانب- الأسد الذي يقبع في تلك الخيمة، أأسد مفترس فتاك؟ أم أسدُ سيركٍ واستعراض.

نعود لـــ(التعليق) الذي سارت به الركبان، وطارت به الغربان، وتحدثت به الإنس والجان، أظهروه بأنه الإجراء الأشد الأعنف في تاريخ حضرموت، أما الاستقالة فليست من موروثنا، نموت ولا نستقيل، فهي أضعف الإيمان، وسبيل مَن خارت عزائمه، ومسلك الخانعين، وجماعتنا ليسوا ضعيفي الإيمان، ولا خارت عزائمهم ولا خانعين.
(التعليق) عزيمة، و(الاستقالة) رخصة، ورواد (الخيمة) من ذوي الهمم العالية، أهل الشكيمة، لا يرضون بغير العزيمة.
لكن الذي أعرفه -ولعلي مخطئا، أو أحقادي تدفعني، أو ما ستقوله عني- أن التعليق مؤثر لمن كان مؤثرا فعلا وليس هامشيا ولا من الحواشي، فهلا سمعتم أن بوابا لشركة علق عمله فانهارت الشركة.
وهكذا كانت ملحمة (تعليق) حضرموت، وقد أوسعوا الحكومة شتماً وسبًّا، ولكنها –أي الحكومة- تصرف على الخيمة وتزودها بمادة الحياة الممنوعة في حضرموت.
وأظني تعبتُ وعييتُ.
قال الراوي: أن رَجُلاً من العرب أُغيرَ على إبله فأُخِذَتْ، فلما توارَوا صَعدَ أكَمَةً وجعل يشتمهم، فلما رجع إلى قومه سألوه عن ماله، فَقَالَ: أوْسَعْتُهُمْ سَبّاً وَأَوْدَوْا بالإبل.
والسلام.

بقلم/منصور باوادي

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

لماذا لا يتم تطهير الجامع من أتباع الانتقالي ؟

لماذا لا يتم تطهير الجامع من أتباع الانتقالي ؟ صرح مصدر مسؤول في مؤتمر حضرموت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *