تعليقاً على فعالية السبت، التى أقامها المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت- المكلا..
ودعاء لها الحشود، من الحضارمة وادياً وساحلاً، والذي حضرها الالآف من سكان حضرموت، إضافة إلى القادمين من المحافظات المجاورة، ماكان ليحضروا هؤلاء ويتواجدوا، مناصرين ومؤيدين للإنتقالي الجنوبي، ضد أخوانهم وبني جلدتهم من الحضارمة الآخرين، الذين يمثلّون المؤتمر الحضرمي الجامع ومخرجاته، عشيّة ذهابهم وسفرهم للرياض بالمملكة السعودية، مفاوضين ومحاورين، ومنافحين، عن الحق الحضرمي ، من صناعة القرار والإرادة الحضرمية، المسلوبة…
وكان المفروض عقلاً وحِساً، أن تكون تلك الحشود المتكاثرة، مناصرين ومؤيدين لإرادة بلدهم، واختيار عقلائهم وكبرائهم، أين مكمن الخلل إذا؟ لماذا حصل العكس تماماً؟ هل السبب يكمن في إنّ المواطن الحضرمي، كفر بإخوانه وآمن بالغرباء، في انتزاع الحقوق، أم إنّ هناك أسباب أخرئ؟..
من تفوق الإعلام الانتقالي ذو النزعة الجنوبية الانفصالية؟، على الإعلام الحضرمي الكسيح، من ناحية التأثير في توصيل رسالته للجمهور، في حين فشل إعلامنا الحضرمي، في تبني الملفات الخدمية، وعلى رأسها ملف (الكهرباء) ذلكم الملف الهام، مع باقي الملفات الأخرى؟..
والذي كان المتسبب الرئيسي فيه الحكومة الشرعية، ولها أسبابها ومبرراتها الموضوعية، ولسنا مسئولين، ولامخولين، في الدفاع عن الحكومة، وتفهم اسباب عجزها، وضعفها، في عدم توفير تلك الخدمات الضرورية، والحياتية..
أم نقول أونخمّن السبب وراء تلك الحشود، هو الجري وراء ذلك الحلم ، من استعادة الدولة الجنوبية، ذلكم الشعار البرّاق والأماني الزائفة، إذا استبعدنا أساليب الصرفة، وحق القات، وغيرها، من النثريات الاخرى، المصاحبة عادة للحشود الجماهيرية اليمنية، إن لم يدرك العقلاء، والمنظرين، والساسة الحضارمة، هذا الخلل الجسيم والنفرة الحاصلة، بين نخب تلك المكونات الحضرمية الأصيلة، وجماهيرها وحاضنتها الشعبية، ستخسر حضرموت كثيراً، وسيخطف القرار الحضرمي الأصيل ، ويسيئ الاختيار، ونعود من حيث بدأنا، اول المشوار، (هبة وراء هبة) و(ثورة وراء ثورة) وهكذا دواليك، والجري وراء السراب..
على كل النخب الحضرمية الغير مؤطرة، والغير متحزبة، خالصة الولاء لحضرموت، تدارس تلك الحالة الغريبة، والبحث في أسبابها، ومسبباتها، لعلنا ندرك مكمن الخلل ونعالجه، كما أطلب من الإخوة المتابعين، التفاعل الإيجابي، بحيادية كاملة، دون شطط، ودون القفز على الأسوار، ومطاردة الخيال، وسبر الظنون والأوهام، والوقوع في الأعراض، هدفنا الصلح والإصلاح، وتقويم الإعوجاج، ماٱستطعنا لذلك سبيلاً.
قال الله تعالى:-
﴿ إن أُريدُ إِلَّا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ وَما تَوفيقي إِلّا بِاللَّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ﴾
كتبه/مصبح عبدالله الغرابي
المكلا—–حضرموت
20/7/2020