إلى سلطات وعقلاء حضرموت: “أمنعوا هؤلاء من خرق السفينة حتى لايغرق الجميع”

إلى سلطات وعقلاء حضرموت: “أمنعوا هؤلاء من خرق السفينة حتى لايغرق الجميع”

 

كتب الأستاذ: عبدالحكيم الجابري

 

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، كما ورد في الأثر، فلا يوجد أبشع من الفتن على مستوى المجتمعات والأمم، والذين يثيرون الفتن ويوقظونها من نومها هم الحمقى والسفهاء، وهم يحسبون لجهلهم أنهم يحسنون صنعا،
ولا يدركون سوء عملهم إلا بعد فوات الأوان..

لأن الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا أحرقت عرفها السفهاء، فالحمقى والسفهاء والجهال، هم من يوقظ الفتن ويوقدها ولا يشعرون بنارها حتى تحلق حياتهم وتحرق أجسادهم..

اليوم، وحضرموت تعيش حالة من الأمن والسلم الاجتماعي تحسد عليه، نرى من يسعى لإثارة الفتنة، وإشعال نيرانها داخل المجتمع الواحد، من خلال مايقوم به البعض من المنقادين لتوجهات سياسية وحزبية غير حضرمية، وتغريرهم بشباب حضرموت، لتأطيرهم في تشكيلات مسلحة تحت مسمى المقاومة، حيث عمد البعض إلى فتح أبواب التسجيل لشباب داخل بعض حارات المكلا ومناطق أخرى، في ظل صمت السلطات الرسمية عن هكذا فعل، قد ينسف معه نعمة الأمن والاستقرار التي يفتقدها غيرنا في المناطق الأخرى..

ان السكوت على مايقوم به هؤلاء، هو تشجيع لهم على السير في إثارة الفتنة، وإلى مايؤدي إلى خلق الانقسامات بين المجتمع الواحد، والزج بحضرموت في أتون الصراعات التي تأكل أعمار الشباب، وتدمر الحجر والشجر في المناطق القريبة منا، وإدخال حضرموت في دائرة الصراعات القائمة هو هدف ومبتغى كثير من القوى، لأن تلك القوى تعلم جيدا ان حضرموت هي بارقة الأمل في إحلال السلام في المنطقة، وإنقاذ الناس من محارق الموت التي تحصد ارواحهم ومستقبل أجيالهم..

اني أتوجه إلى العقلاء، وإلى السلطات الرسمية في المحافظة، وعلى رأسهم المسؤل الأول عن حضرموت، اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية، وأذكره بأنه المسؤول الأول عن الحفاظ على منجز الأمن والاستقرار الذي تحقق تحت قيادته، وأن لايسمح لأي كان بأن يقوض هذا الإنجاز الذي حرم منه غيرنا، لأنه تحت وطأة الانفلات الأمني والاضطراب، وخروج أهل الفتن والضلال والإرهاب، يصاب عامة الناس بالذعر والخوف والانكماش..

فإن الأمن هو الأساس في الطمأنينة والراحة والقدرة على العمل والعطاء والإنتاج، وبدون الأمن والاستقرار، تعود كل المعطيات مجرد أصفار على اليسار..

كما أن على عقلاء حضرموت، وقياداتها الاجتماعية والشعبية والحزبية والتنظيمية، أن يكون لهم دور في منع السفهاء من خرق السفينة، وأن عليهم أن يضربوا على أيدي من يريدون خرق السفينة، فحدوث مثل ذلك يعني غرق السفينة التي نركبها كلنا..

حفظ الله حضرموت من الفتن ماظهر منها ومابطن .