السبت , ديسمبر 21 2024

التضامن قصة لاتنتهي

 

التضامن قصة لاتنتهي

 

التضامن مسمى، يسبق الاسم، أو اسم على مسمى فهو النادي الوحيد الذي تأسس بتضامن محبيه وأنصاره ولاعبيه وحبهم لهذا الكيان المتفرد ..
تأسس في عام 1959 في مدينة (شرج باسالم) من أبناء الشرج تحت مسمى (نادي الجنوب الرياضي) وفي ظل ظروف صعبة وإمكانيات أصعب بخلاف أندية المكلا الأخرى..
إذ كانت مدعومة من تجار ووجاهات وجهات مهمة وفي مقدمتهم آل الناخبي وآل بارحيم وآل باعشن وآل العمودي والمليونير (ورسماعلي برالة) وآخرون يتوزعون بحسب الميول على الأندية المكلاوية الخمسة الكوكب، الشباب، الأحرار، الاتحاد، الوحدة، بداية ثم بعد الدمج الاول الوطن/ الهلال فالدمج الثاني أو الانصهار في نادي واحد هو نادي المكلا، وتواصل الدعم جنبا إلى جنب مع كل منعطف وكلما قل عطاء اسم معين ظهر آخر وكانوا يقدمون كل أنواع الدعم المادي والمعنوي..

أماالقائد البريطاني (آندي قراي) فكان داعما كبيرا لنادي الشعب الرياضي ، ويقدم كل أنواع الدعم بحكم مكانته العسكرية والسياسية في الدولة القعيطية حينذاك، فضلا عن دعم محبي وأنصار نادي الشعب..

ويبقى التضامن وحيدا يغرد خارج السرب، إلا بتضامن أبنائه المخلصين الذين ينتمون في الأغلب إلى فئات فقيرة فهم إما عمال أو حمّالين، ولم تشفع ظروف النادي وحاجته لأبنائه أمام رغبات وأطماع الأندية الأخرى، بل تعرض للغزو من الأندية المذكورة بإغراء اللاعبين الجيدين من أبنائه وضمهم إلى أندية المكلا البارزة وقتذاك، أما الشعب فقد ألزم داعمه القائد البريطاني (قراي) كل العسكريين من اللاعبين تحت لواء النادي..

لذلك لم يبرز التضامن بالشكل المطلوب ، وكان بعيدا بعض الشيء عن تحقيق الإنجازات ..
ولكم أن تتصوروا ( أن اللاعب يعمل عاملا أو حمّالا طول النهار حتى وقت المباراة وفرصته في تغيير ملابسه بزي النادي فقط ) ماذا سيقدم من عطاء ؟! ومع ذلك لم يكن التغلب عليه بالصورة التي تعكس ظروفه المشروحة، بل كان يقاوم بضراوة وند للفرق الأخرى أحيانا..

حتى سبعينات القرن المنصرم، إذ تحسنت ظروف النادي بعض الشيء على مختلف الأصعدة حتى حقق بطولة الدوري في العام 78م ناهيكم عن عدة بطولات لمسابقات ومناسبات مختلفة وهو عام ازدهار، ليس لكرة القدم فحسب بل للكرة الطائرة والسلة (للجنسين)وتنس الطاولة وألعاب أخرى وكان التضامن زعيم هذه الألعاب على مدى سنوات..
ليس هذا فحسب بل لقد برز لاعبوا التضامن بشكل ملفت للأنظار وأبدعوا وفي المقدمة شهيد الحركة الرياضية والثورة الفلسطينية، الأسطورة الشهيد / صالح أحم الشاحث، فمن منا تخفاه مواهب وقدرات ذلكم الحارس الفذ المتعدد المواهب والمميزات ..
فيمابرز رفاقه وأقرانه من اللاعبين حتى وصل البعض منهم إلى مصاف منتخب المحافظة والمنتخب الوطني ..
وواصل ذلك النمو والتطور حتى بلغ التضامن القمة في ثمانينات القرن المنصرم وسطر ورسم اللوحات الجميلة بطول وعرض ملاعب البلاد ..

وعلى الرغم من الهزة العنيفة التي ألمّت به جرّاء تأسيس أو إنشاء فريق الشرطة الرياضي بمحافظة حضرموت الذي فسر البعض هذا الإجراء أنه بهدف إضعاف نادي التضامن الذي ظهر متألقا مهابا مقارعا للكبار متفوقا عليهم أحيانا، وذلك التأويل يعود إلى أن المتضرر الأول من تأسيس نادي للشرطة بحضرموت هوالتضامن إذ رحل عنه 5 أساسيين في التضامن ثم كذلك في الشرطة غير الآخرين الذين لايقلون مستوى عن زملائهم الخمسة ووجود نادي للشرطة على مستوى الجمهورية قوي ولا تنقصه الإمكانيات، وأنه إذا كان لابد من شرطة إضافية فالمنطق يقول يتم تأسيس أو إنشاء أندية للشرطة في المحافظات ذات الإمكانيات المشابهة كمحافظات عدن وأبين ولحج فلماذا لا يتم ذلك؟..

والبعض الآخر أوعز إنشاء فريق للشرطة بالمحافظة إلى الرغبة في توسيع المساحة الرياضية في المحافظة وأن إمكانيات الشرطة تسمح بذلك وأنه لاتوجد أية تحفظات من اتحاد كرة القدم بالمحافظة ولا الاتحاد العام ولا أية جهات رياضية أخرى..
امالمتضرر الثاني فريق آخر إذ رحل عنه اثنين إلى ثلاثة من اللاعبين والمستفيد الأكبر هي الفرق التي لايوجد بها إلا لاعب واحد أو لا يوجد أي لاعب ..

ولكن وفي أشهر قليلة تجاوز تلك الهزة بنفس العزيمة والإصرار وبحكم قاعدته العريضة وقياداته الكفؤة والمخلصة واستمر متألقا مبدعا..
وفي هذه السنوات العجاف، السنوات الأكثر صعوبة، هاهو يواصل تألقه ويحصد نصيب الأسد من بطولات محافظة الخير والعطاء والمحبة والسلام محافظة حضرموت..

هذا غيظ من فيض، فالتضامن قصة لاتنتهي وتاريخ يستحق التدوين..

اكتفي بهذا القدر الذي حاولت فيه تسليط الضوء على جانب بسيط من تاريخ متعدد ومتشعب لنادي أثبت للعالم ولليمن ولحضرموت أن التوكل على الله ثم الإخلاص والإرادة والتصميم والتعاضد والاعتماد على الذات تصنع ماتصنعه الإمكانيات بل وتصنع شيء من لاشيء..
وأترك للمختصين بالتاريخ والشأن الرياضي تدوين تاريخ جدير أن يدّون وإنجاز يتوجب أن يُذكر …

ولكم خالص تحياتي التضامنية بشكل خاص، والرياضية بشكل عام..

بقلم / عبدالله بامهدي (ابو حسين)

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن ..

    الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن .. داود الكثيري عندما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *