أزمة في ظل أزمات عديدة
قديما قيل من أمن العقوبة أساء الأدب..
في اليومين الماضية حصلت أزمة انعدام وقود التشغيل لمحطات الكهرباء في الساحل بسبب مديونيات متأخرة لموردي الوقود، مما هدد المحطات بتوقفها تماما عن العمل وهي أصلا تعمل على الحد الأدنى، تشتغل ساعتين بساعتين بسبب عدم كفاية الوقود
توجد مديونيات متأخرة لمؤسسة الكهرباء عند الناس لعدم التسديد وبالتالي عدم استطاعة المؤسسة سداد الدين الذي عليها لموردي الوقود لها
فإذا انتظمت عملية السداد ستستمر المؤسسة بتسديد تكلفة وقود التشغيل وهي عملية عكسية..
وحسب كلام مؤسسة الكهرباء أنه يوجد فقد بنسبة 40% في الطاقة الكهربائية لعدة أسباب: شبك عشوائي، عدم سداد، فقد في الطاقة بسبب منظومة النقل المتهالكة..الخ..
كلها أسباب أدت لحصول العجز في سداد قيمة الوقود.
وأيضا الطاقة المشتراة من شركات الطاقة التي كانت ستئول ملكيتها للسلطة لكن لتأخر مستحقاتها لم يتم التسليم، وهكذا تتراكم الديون على مؤسسة الكهرباء وكأنها في دوامة لن تخرج منها وكلها حلول ترقيعية
كتبنا أكثر من مرة عن مشكلة الكهرباء ومعاناة الناس لكن الوضع يبقى دون حل
المشكلة عجز مادي كبير لدى الحكومة ولدى السلطة المحلية حسب كلامهم وأنه لا توجد لديهم موارد كافية لسداد مديونية الكهرباء أو بناء المحطة الغازية التي وعد بها الرئيس بقدرة 100 ميجاوات
في بعض الدول التي تعاني حكوماتها من عجز مادي لجأت للقطاع الخاص وأصبحت الكهرباء تبعا للقطاع الخاص بحيث استمرت الطاقة الكهربائية لديهم وأصبح هناك تنافس لكسب العملاء
وأيضا انتشرت فكرة السداد المسبق بحيث تسدد ماتحتاجه من الكهرباء قبل الاستخدام بحيث تضمن الشركة حقها ويضمن العميل جودة الخدمة..
وأيضا وفرت تلك الدول لمواطنيها استيراد الألواح الشمسية من بلد المنشأ مباشرة بحيث تقل تكلفة شرائها على المواطن وأيضا فكرة التوربينات الصغيرة التي تعمل بالرياح وفرتها بأسعار مناسبة حسب حاجة البيت الواحد
توجد حلول كثيرة لحل مشكلة الطاقة الكهربائية والاستغناء عن فكرة الوقود المشترى والمولدات القديمة التي تزيد أعباء تكلفتها دون نتيجة تذكر
الأفضل العمل بصورة تقليل التكلفة وزيادة الانتاج باستعمال طرق حديثة لتوليد الكهرباء
لكن الموضوع يحتاج ربما إرادة سياسية لحله فالسياسة أصبحت تؤثر على كل شيء في البلد والله المستعان
وهذا مايفسر انعدام الحلول لدى المسؤولين إما عجزا أو حسب ماتمليه توجهاتهم السياسية نكاية في الطرف الآخر والنتيجة يتحملها البلد والشعب المغلوب على أمره..
ومالنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من كان سببا في أذية الناس وتدهور حالتهم المعيشية