توقف عن التدخين کي تحمي نفسك من فيروس كورونا

 

 

توقف عن التدخين کي تحمي نفسك من فيروس كورونا

 

بقلم/ د. جمال باصهي

ليس فقط ضعف مناعة وكفاءة الرئتين هي السبب في
زيادة شدة وخطورة المرض بفيروس كورونا لدى
المدخنين مقارنة بغير المدخنين وكذلك زيادة الوفاة
لدى المصابين منهم وإنما هنا أسباب أخرى أيضا
رصدها الأطباء المعالجين للمدخنين المصابين بفيروس
کورونا وهي زيادة لزوجة الدم مما يؤدي إلى تكوين
الجلطات وزيادة هبوط عمل القلب لديهم ونوبات
احتشاء القلب.

لذا نحث المدخنين على أن الإقلاع عن التدخين حتی
وإن بقيت ندبات التدخين على الرئتين بسبب تراكم
سموم التدخين لشهور حتى يتم تصفيتها، إلا أن هناك
العديد من التغيرات السريعة التي تحصل خلال الأيام
السبعة الأولى منذ الاقلاع عن التدخين كافية لاستعادة
مناعة وكفاءة الرئتين إلى وضعها الطبيعي وكافية أيضا
لكي يتخلص الجسم بشكل كامل من سموم النيكوتين
وغاز أول اكسيد الكربون السام، وكافية لاستعادة الدم
لزوجته الطبيعية وتشبعه الكامل بالاكسجين، وكافية
لاستعادة النبض، وضغط الدم، وكفاءة القلب إلى وضعه
الطبيعي.
وكل هذه التغيرات مهمة جداً لزيادة ترسانة
التصدي ومقاومة فيروس كورونا بإذن الله.

وبالنسبة لمناعة الرئتين والجهاز التنفسي التي تتعافی
خلال هذه الأيام لدى المدخنين الذين توقفوا عن
التدخين فهي:
– استعادة آلية السعال وهي آلية مهمة أثناء العدوی
حيث يعمل على تنشيط العملية الجسدية لإزالة
المخاط. وهذا أمر حيوي لمحاربة حالة 19-Covid. لأن
غياب أو ضعف آلية السعال تؤدي إلى تراكم المخاط
والأوساخ المفرط بالرئة مما يحد من التنفس بعد
الإصابة بالفيروس التاجي.

– اختفاء الألتهاب المزمن بالحويصلات الهوائية والذي
كان سببه التدخين لذا ستلاحظ أنك لن تعاني من الكثير
من أعراض ضيق النفس عند المشي أو صعود الدرج.

– نقصان إفراز المخاط والتي تنتجه رئة المدخن من
أجل إزالة القطران والجسيمات الأخرى الموجودة في
السجائر.

قد تكون بالفعل تمارس التباعد الاجتماعي ، وتغسل
يديك كثيرا وتتجنب لمس وجهك. إلا إن الإقلاع عن
التدخين يعتبر جانبا مهما آخر في ترسانة مكافحة
الفيروسات التاجية.

علما أن التوقف عن التدخين مكسب عظيم يحقق
مکاسب صحية مهمة على المدى القريب والبعيد حيث
يصبح المدخن خلال سنوات قليلة وكأنه لم يسبق له
التدخين بينما التسويف في الإقلاع عن التدخين قد
يصيب المدخن بأمراض قد تلازمه طوال حياته.