من الوفاء إعادة طباعة كتاب الحصن الدويل (درة العمارة الطينية)

 

من الوفاء إعادة طباعة كتاب الحصن الدويل (درة العمارة الطينية)

 

حينما استمعت إلى الحوار الذي تم مع الأستاذ الباحث العاشق للتاريخ كما يقول هو عن نفسه الأستاذ خالد حسين بن عمر بن بدر لإذاعة سيئون، وكنت قبل ذلك رأيت وقرأت كتابه، وأحسست بالجهد المضني والتتبع الرائع الذي بذله في كتابه (الحصن الدويل درة العمارة الطينية) وكم كان حجم العناء والجهد المبذول الذي أنفقه في تمحيص وتدقيق المعلومة التي جمعها من مصادر مختلفة ومشتتة هنا وهناك إضافة الى مشاهداته على أرض الواقع والتي ضمها ذلك الكتاب الذي يعد أول كتاب يؤرخ و يقدم دراسة قيّمة خاصة وشاملة بالقصر ومشتملاته وتأخذ هذه الدراسةأهميتها وقيمتها الفنية والمعمارية من احتوائها على البناء وتفاصيل القصر والذي لم يطبع منها إلا (٥٠٠) نسخة فقط، ولم تكن للبيع والسوق والمكتبات، ولكن للمهتمين فقط وذوي الشأن، وهو يحذر فيها وبالخط الأحمر من الخطر الذي يتهدد القصر من الإهمال واللامبالاة وعاديات الزمن.

والأستاذ خالد حسين بن عمر بن بدر بالمناسبة متعدد الميول والاهتمامات والشواغل فهو فسيفساء إبداعية

حيث كان رياضيا في مطلع حياته، ولأشهر فريقين في سيئون ووادي حضرموت: الأحقاف والأهلي حيث كان مع الأحقاف، وكان تربويا فنانا تشكيليا في مدارس التعليم ثم اتجه للتشكيل بالحديد بمحطة التأجير بسيئون، ثم باحثا وعاشقا ومهتما بالتاريخ وقضايا التاريخ، وكتب وأرّخ بعض المعلومات الخاصة بقبيلته قبيلة آل كثير..

وبعض القضايا والأمور العامة ومنها هذا الكتاب الذي نتمى من الجهات الثقافية والمعنية وذات العلاقة أن يعاد طباعته وبكميات كافية خدمة للصالح العام ولهذا الجهد المعتبر المبذول.

وشخصية الأستاذ خالد بطبيعتها حضارية ومدنية راقية في سلوكها وتعاملها وحتى في لبسها أيضا.

برحيله خسر الوطن عامة وحضرموت خاصة، شخصية نحن أحوج مانكون لها ولعطائها خاصة في زمننا هذا..

رحمك الله أبا رياض رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم/ رشاد ثابت