عدوكم الحقيقي الفكر الليبرالي النسوي وليست تيدكس!
عند هجوم الغيورين على فعالية تيدكس بعد انتشار خبر تسويقي أن المدعوة قادمة من هولندا تُصنف بأنها نسوية ليبرالية، كتبت مقال بعنوان( إلى النسويات القادمات سيئون عاصمة البلاد التي نشرت الإسلام!) تعمدت أن أُغفل اسم المنظمة والفعالية ويكون الطرح يرتكز على الهجوم على الفكر النسوي المتطرف وأما السبب فهو لقناعتي أن تيدكس من عشرات الوسائل التي قد يستخدمها الفكر النسوي المتطرف الذي ظهرت مصائبه بكثرة اللاجئات الهاربات من منازلهن في دول عربية بعد شحن يذكرنا بالشحن الشيوعي بين فئات المجتمع ( بناءا على أوضاعهم الاجتماعية والمادية) لتحقق النسوية ما عجز عنه وهو الشحن بين أفراد الأسرة الواحدة ( بناءا على اختلاف الجنس) واعتبار الأب والأخ والزوج خصوم ليكون الفكر النسوي بوابة للتعري والدعوة للشذوذ الجنسي والإلحاد بعد العمل على ضرب الثوابت والتشكيك في الدين نفسه وتعظيم المجتمع الغربي خطوة خطوة لينتهي حال كثير من التابعات لهذا الفكر المتطرف ليصبحن بائعات لأجسادهن في دول غربية بعد طلب اللجوء أو يعملن في مهن متدنية.
ماهي تيدكس!؟
تيدكس تتبع مؤسسة أمريكية غير ربحية مهمتها نشر الأفكار ويؤتى بشخصيات بارزة للحديث عن قصص نجاحها في موقع جماهيري وبعيدا عن انتقادات البعض لهذي المنظمة في أن المتحدثين قد يبالغوا في سرد نجاحاتهم بطريقة جماهيرية أكثر من كونها طريقة منطقية وكذلك لكن من وجهة نظري لو قامت المنظمة باحترام أبناء سيئون وقدمت شخصيات من المجتمع الحضرمي، ولا أعتقد أن أحد سيمانع لو قُدّمت الفعالية النسائية في قاعة خاصة بالنساء مع الاحترام لخصوصياتهم، وقد حصلت في حضرموت مئات الفعاليات النسائية ولم يمنعها أحد والتقت بعض الكوادر النسائية بالمسؤولين في اجتماعات عملية ولم يهاجمهن أحد لأن الحضارم يميزون المرأة التي تقوم بدورها العملي تحت إطار الدين والأخلاق واحترام المجتمع ومن يسعين لمحاربة المفاهيم والمعايير القيمية للمجتمع لإبراز شخصيات من الخارج هدفها
الفكر الليبرالي النسوي هو المتهم بقيادة تيدكس سيئون
الحقيقة إن خطر تيدكس ليس لمجرد كونه منظمة غربية تريد نقل قيم المجتمع الغربي لدينا ولكن في أنّ من يقود المشروع هذا في حضرموت لم نعرفهم بعلم أو تجربة مجتمعية ناجحة من صميم المجتمع بل إن الخطير أنه تم التسويق مباشرة للفكر الليبرالي النسوي حيث في رسالة التسويق للفعالية ذكروا أن المدعوة سياسية عاشت في هولندا وتدين بالفكر النسوي الليبرالي ومن يلتقي بها قادمة من كولومبيا وكأن حضرموت لا يوجد بها أمهات وفتيات ناجحات أما من من تُعتبر من كبار المنظمات للفعالية فقد هاجمت المجتمع الحضرمي على تمسكه بالحشمة وكتبت مقال فيه عن فتاة التقت بها في مصر لوحدها وأثنت على والدها العظيم الذي يثق بها وذكرت لها الفتاة عن معارضة من حوله فذكر لهم إنّ لو ابنته تدرس حتى في إسرائيل حق من حقوقها..! وبعدها تحدثت الكاتبة بإسهاب عن هذا الوالد العظيم الذي لا يخشى على بنته ووصفته بأوصاف بطولية وذكرت إنه لا ينبغي عليك تخشى على بنتك بل تثق بقدراتها مهما كان..
والحقيقة أن كل متابع لهذا الخطاب يدرك حجم الخطر الفكري لدى هؤلاء ومن لا يزال يحسن الظن بهم فلينظر لردود عدد من أتباع الفكر النسوي المتطرف سواء من الإناث أو الذكور على المقال السابق فقد تبين أن أتباعه في حضرموت واليمن لا يختلفوا عن أتباعه في باقي الدول العربية الذين حين صمتوا عنه فُجعت عدد من أسرهم من فتياتهم هاربات من منازل أهاليهن أو شاكيات عليهم أو لاجئات في دول أوروبا وحين تتبع قصصهن فلا تجد في حديثهن اعتدال فكري بل فتيات يستعرضن بأجسادهن وتدعو لنشر الإلحاد وإباحة الزنا والشذوذ ومحاربة الدين بعد شحن رهيب من قيادات هذا الفكر المتطرف وعمل بكل الوسائل للتشكيك في دينهم وتكرار قصص عن فتيات عذبهن أهاليهن وشحن البنات بعبارات أنتِ قوية لا يمكن أن تسمحي لرجل أن يتحكم بك حتى لو كان والدك الذي أنتِ جزء منه فهو مجرم..!.
الشحن الرهيب يذكرنا كحضارم بالشحن الطبقي باسم الاشتراكية حيث قامت جرائم السحل والقمع تحت هذا الشحن المخادع مع أنهما يتعايشان مئات السنين لكن الفكر المتطرف جعلهم خصوم بقدرة قادر
خطورة الفكر النسوي المتطرف
إن الأفكار المتطرفة لا يستهان بها وإن هؤلاء لا يريدون للمرأة حقوقا بل يريدون أن تكون مثل المرأة الغربية التي نسبة كبيرة منهن تقاتل لأجل تعيش ويكفيك إذا عرفت أن ٢٦ دولة غربية في العالم تتصدر المواليد خارج إطار الزواج وما يقارب ١٠ دول يتجاوز المواليد خارج إطار الزواج (مواليد الزنا) إلى ٥٠٪ فإذا أدركت معي معاناة المرأة التي تستغل في جسدها لتنجب بدون زواج وتصبح سلعة للرجل يستخدمها متى يشاء أدركت حجم المشكلة بتصدير هذا الفكر الليبرالي النسوي المتطرف في بلادنا
تهيّب الإنجليز للرأي العام الحضرمي والابتعاد عن استفزازه
ذكر الرحالة الهولندي دانيل فان در ميولن أنه رأى الإنجليز في حضرموت بعد توقيع معاهدة الحماية البريطانية يلبسون اللباس العربي فاستنكر هذا منهم ومن انجرامس فذكروا له عن حرصهم على عدم مصادمة المجتمع الحضرمي فاستغرب هذا منهم ولسان حاله أنتم البلاد في حمايتكم ولستم مجرد زوار أو مستشرقين، لكن أكدوا له عن أهمية عدم مصادمة أبناء حضرموت بناءا على بعض مستشاريهم فذكر أنه قال لهم ساخراً عليكم إطالة اللحى لأن في الإسلام وجوب إطالة اللحى فذكر أنهم ضحكوا بشدة
من هذا الكلام يظهر لك أن المجتمع الحضرمي غيور جدا ولا يرضى أن يُفرض عليهم من الخارج ما يحارب به دينهم فعلى ثرى أرضهم مقابر البرتغال الغزاة وهم الوحيدين من غير المسلمين الذين جاؤوا إليهم غزاة بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الإنجليز وأول ما جاء أوائل المستشرقين الإنجليز وجدوا غضب شعبي إلى أن استطاعوا اختراق حضرموت باستغلال الصراع السياسي الداخلي
عِدّة أسئلة أتمنى أن أجد لها مجيب
مالذي يجعل منظمة تأتي في بلاد فقيرة لا تملك أبسط الخدمات ويعاني نسبة كبيرة من نسائه من فقدان من يعيلهم، لتقدم برنامج يدعو المرأة لدخول معركة مع أهلها عبر برنامج جماهيري بمبلغ ٧٠ ألف دولار كما يشاع؟
مالذي يجعل المنظمات الغير ربحية لا تقدم لنا مشاريع تنموية ملموس أثرها بدل أن ينقلوا لدينا الصراعات الفكرية الأسرية لديهم لتعميمها على مجتمعنا؟
هل الأم المربية التي قامت بتربية أبنائها خير تربية تعتبر ناجحة في معايير هذه المنظمات أم أن معيار النجاح مرتبط بمن تحصل على وظيفة معينة أو منصب أو تعمل في إدارة منظمة؟.
كتبه/
عبد الإله بن سعيد بن عيلي