مَن المستفيد لمسلسل الاغتيالات
في وادي وصحراء حضرموت..؟!!
▪️مقال ضمن سلسلة مقالات حملة
#صمتك-يقتل-المزيد
قال الله تعالى:(..الذي أطعمهم من جوعٍ و آمنهم من خوف )، فلم يشهد أبناء وأهالي وادي وصحراء حضرموت خوفاً شديداً وحزناً عميقاً في حياتهم وعلى مدار عصورهم التليدة مثلما يعايشونه ويشاهدونه لمسلسل الاغتيالات المتواصل، في مديرياتهم ومدنهم، بل داخل أسواقهم و محلاتهم و مطاعمهم و بين أيديهم..
طيلة عقدنا المأساوي الأخير ازداد كثيرا سفك للدماء البريئة خلال سنوات:2011-2020م وحصدت قرابة(300)شهيد، معظمهم من شباب وضباط قوات النخبة الحضرمية، لكن دون أن تضبط الأجهزة الأمنية ومعها نقاط القوات المسلحة المنتشرة بمدن الوادي حالةً واحدةً من الجناة، بل سُجّلت كلها ضد مجهول-ماعدا حالة اغتيال الشهيد السيود بتريم مؤخراً..
ورغم علامات استفهام الشارع الحضرمي ونخبه المتكررة للجهات المسئولة، حول الدوافع والجاني المتسبب.. إلا أنها لم تلقَ اجابةً شافيةً ولا إجراءات رادعة لوقف نزيف الدماء الزكية، فضلاً عن عدم إدانتها واستنكارها -الذي بيدهم!!- لمعظمها ولا تقديم استقالة مسئول واحد، احتجاجاً لعدم وفاء الرئاسة والحكومة لتنفيذ توجيهاتها وتلبية مطالبهم البشرية والمادية والضبطية..!!!
فأصبحت الاغتيالات شبه اليومية هنا أو هناك بمدن وأسواق الوادي اعتياديةً، بل أمراً ميؤساً من وقفها وردع فاعلها المجهول، وأُصيب الكثير من المواطنين بحالات صمت أمام بطش إجرامها، كما يُلاحظ أثر انعكاسها سلباً، على عدم التفاعل والتجاوب المنشود مع هذه الحملة المجتمعية التوعوية:(صمتك-يقتل-المزيد)، من بعض مكونات ونُخب حضرموت -وربما كاتبها أحدهم!!- خوفاً و«جُبناً» أن يطالهم..!!
ولاتكتوي بالحزن الأليم والوجع الدائم إلا القلوب المكلومة لذوي وأقارب كل شهيد فقدناه بالوادي و تظل عبارة المواساة والعزاء: سنتتبع ضبط الجناة ومحاكمتهم، لينالوا الجزاء الرادع مستمرةً !! و لانامت أعين الجبناء..
إنَّ قلوب أهل وادينا الحبيب تعتصر ألماً ودموعهم على الخد تسيل دماً، تجاه قتل أبنائهم الأبرياء، دون حل ورادع لذلك، رغم أنَّ طبيعة و تركيبة الوادي المتوازية سلسلة جباله يُفترض أن تحصر وتساعد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بسرعة ضبط الجناة..
فأمامها مدخلان، شرقاً و غرباً، على طول وامتداد مدن الوادي، لكننا لم نرَ استغلالهم لهذه المنحة الربانية..!!
وهذا الأمر المحيِّر يجعل كل عاقل وحصيف يستنتج ويستنبط أنَّ الفاعل المستفيد من وراء مسلسل هذه الاغتيالات؛ إما طرف داخلي، سياسياً، ويصنفه البعض محاربته لتعميم التجربة الناجحة للنخبة الحضرمية بساحل حضرموت على الوادي والصحراء، أو خارجي تقتضي مصالحه بقاء المشهد على عدم الاستقرار والّلا دولة فاعلة..
ولعلَّه وظّف بيننا مبدأ القاعدة البريطانية: فرّق تسد..
فمَن يفتي مجتمعنا بأمره: أهذه قاعدة حقيقية أم مفرّخة..؟؟!
وهل قد تمَّ حقاً توظيف(3000)جندي بالوادي و أين إعلان تسجيلهم و على أي معايير..؟؟و متى ومَن يصلح شأننا المنهار، بكل شئ..غير شرعيتنا الدستورية القائمة«المهاجرة» والمسئولة عن شعبنا..؟؟؟
وقد ازداد بيننا البلاء والداء، بسبب تعفن الفساد، من بعض العباد على هذه البلاد، فتغيّر الكثير من القيادات والقادة وتعفنوا؛ فمَن يحاسب مَن..؟؟
والضرورة تقتضي عزلهم في الحجر الصحي، بل تطهيرهم بمحاسبتهم على سوء أفعالهم وإعادتهم صالحين أسوياء يخدمون المواطن والوطن، لكن هنالك داءً خبيثاً استفحل وأمات ضمير ممارسيه ولافائدة من علاجه، بل لن يَصلُح أمره إلا ببتر عوامله ويقول المثل الشبامي الحضرمي: ( آخر العلاج الكي) ولابد العمل به ولتطبيق حدود الله بفعلهم المخالف لشرعه وسنة نبينا، صلى الله عليه و سلم، أولاً وتفعيل إعمال القوانين النافذة ثانيا..
فلنجعل من حضرموت الحضارة والعراقة وبمدرستها الدينية ذات الوسطية والاعتدال أفضل إنموذج -كمحافظة أو إقليم- بجميع الجوانب وفي مقدمتها الجانب الأمني ومعه القضاء، إذ يقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ( إذا صلح القضاء صلحت الدولة وإذا فسد القضاء فسدت الدولة )، فلابد أن يكون هنالك جهاز قضائي عادل وجهاز أمني فاعل يقوم بواجبه دون أي تواطئ أو محاباة، لأي مَن كان وبعيداً عن محسوبية منصبه أو رتبته وبعدها ستكون حضرموت آمنةً ومتقدمةً، كما كان نظامها مدنيّاً وعادلاً في عموم شئون حياتها وسيصلح كل شيء بإذن الله تعالى.
ربنا احفظ حضرموت وأهلها وأصلح شأننا، عاجلا..اللهم آمين.
بقلم:حضرمي غيور