الأحد , يناير 5 2025

سحل شبام.. ومنصة الموت

 

سحل شبام ومنصة الموت

 

▪️ مقال للأستاذ/ محمد محفوظ بن سميدع

يوم السابع عشر من نوفمبر 1973م يوم لن يُنسى في تاريخ حضرموت الحديث وأهلها الطيبين المسالمين..

ذلك اليوم الذي خرجت فيه مليشيات الجبهة القومية إلى مدن وقرى وادي حضرموت لتسفك الدماء وتبيح المحرمات وتثير الرعب في نفوس السكان..
خرجت تلك المليشيات المتخصصة في السحل والقتل لتسجل سابقة خطيرة في تاريخ الوادي وحضرموت قاطبة، هذه المليشيات التي تلقت تدريبات على يد خبراء ألمان شرقيين ورجال نائف حواتمه الفلسطيني، وبعد تلقيها التعليمات من السلطة العليا في عدن وتوجيهات السلطة المحلية في حضرموت برئاسة المحافظ الرفيق علي البيض ورفاقه في التنظيم السياسي في البدء بتصفية رجالات حضرموت، علماء دين وشيوخ القبائل والقيادات العسكرية وكل الشرفاء الذين يقفون في وجه السلطة الباغية الغاشمة توجيهات مطلقة .

وبعد أن جاءت الوفود المشاركة في مهرجان سفك الدماء والسحل والذبح من عدن برئاسة علي صالح عباد ،،مقبل،، وغيرها من القيادات من المكلا ومختلف المناطق

بدأ المهرجان بإحضار بعض الرجال والقادة والمقادمة والسادة سحبا بالسيارات حيث تم ربطهم من منطقة جعيمة والحوطة والحزم ومن مناطق أخرى من الوادي إلى مسيال شبام حيث أقيمت منصة الحفل للقتلة والمجرمين الذين كانوا يهتفون من على المنصة وتردد خلفهم المليشيات :
السحل حتى الموت للإقطاعي والكهنوت ،،
وضرب الإقطاعي حتى النخاع،،
ولترتفع الهتافات عند وصول كل جثة يا له من منظر بشع، الرجال يُقتادون كالحيوانات مقطّعين الأجزاء ومن لا يزال فيه نَفس منهم ينهالون بالفؤوس والسيوف والجمهور يهتف بالقوة، وزبانية النظام يهددون الناس، ولقد سمعت من أحدهم الذين شاهدوا الحدث بأنه شاهد بقايا أحد الضحايا في الطريق بينما لا تزال يديه مربوطة بالسيارة وقد تعفرت أجسامهم بالتراب، بينما كان بعض الغوغاء يرقصون على الجثث، فيما كان “عباد” يصيح بمكبرات الصوت الموت الموت للإقطاعي والكهنوت..

إنهم أناس قد انتزعت من قلوبهم الرحمة واسودت وجوههم وهم يقلبون الجثث، لقد تم سحب البعض من أمام بيوتهم وأمام نسائهم وأطفالهم وربطهم بالسيارات..

ماذا جنى هؤلاء ليعاملوا بتلك الطريقة البشعة المرعبة..؟!
هل يظن المجرمون والقتله أنهم سينجون بفعلتهم تلك .
لقد سفكوا الدماء وأرعبوا الناس وشقوا الصف الحضرمي إنهم قتلة.

إنّ ماحدث من الجرائم التي ارتكبتها الجبهة القومية في حضرموت وتحديدا خلال الأعوام 72و73من القرن الماضي شيء لا يقبله العقل البشري ولم يحدث حتى في الهلوكوست وهو ما دعا الرفيق نائف حواتمه بالإشادة به، وهذا ماذكره الرئيس السابق علي ناصر محمد في مذكراته التي نشرها مؤخراً حيث قال إن حواتمه كان معجبا بالنموذج الثوري في حضرموت.

ماحدث يشبه تماما محاكمات المهدوي في العراق يبدأ بالطبل والمزمار وينتهي بأعواد المشانق .

لقد ارتكب النظام الشمولي للجبهة القومية البائد أفضع الجرائم في حضرموت وجعلوها حقل تجارب لهم وكانوا يصنفون أهلها بالرجعية وعملاء السعودية لقد قتلوا العلماء وشيوخ القبائل والقادة واختطفوا آخرين وصادروا كل شئ من سنابيك الصيد ومكائن الزراعة ومخازن التجار وجعلوا من حضرموت قرية بدائية وشردوا أهلها إلى خارج البلاد، وجلبوا لها قوانين من الخارج تخالف الشريعة، بل حتى ألغو اسمها حضرموت بالمحافظة الخامسة، وعبثوا بحدودها، لقد كان حقدا أعمى على كل ماهو حضرمي وساعدهم في ذلك شرذمة من الحضارم باعوا أهلهم ووطنهم مقابل منصب تافه على حساب أمة ووطن اسمه حضرموت.

يجب علينا مراجعة تاريخنا مع هذه الزمرة الفاشية وعدم الانجرار وراء الشعارات البرّاقة والوعود الزائفة التي أضاعتنا وجعلتنا أذلاء تابعين بعد أن أنهت قادتنا وزعماءنا وذوي الرأي والوجاهة منّا، وها نحن فيما فيه اليوم وما نعانيه من بؤس وشقاء.

وفي الأخير نذكر فقط أن كل من شارك من الحضور في منصة سحيل شبام بن دغر أو السييلي ليس إلا أداة تنفيذ والتركيز على اسم بعينه وترك الآخرين جريمةأخرى، إنّ قرار سحل وقتل هؤلاء الشهداء الأبرياء لم يكن صادرا من بن دغر أو السييلي وإنما كان قرارا جماعيا صادرا من سلطات عليا في المركز عدن وفي قيادة سلطة المحافظة .

 

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

هل للحضارم وجود في السلك الدبلوماسي؟!

هل للحضارم وجود في السلك الدبلوماسي؟! منذ 1967 أصبحت حضرموت محافظة من محافظات الجنوب إن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *