هبّة الشيخ عمرو
▪️ مقال للأستاذ/ ماجد الكثيري
لا زلت أتذكر ذلك اليوم الذي اجتمع فيه الحضارم في وادي نحب ، اجتمعوا بأعداد هائلة يحدوهم الأمل في رفع صوت حضرموت ، يومها لم تكن هناك إعلانات عن توفير مواصلات ولا عن تقديم رشوة بدل حضور ” بدل تغذية ” وشارك تاجر بالغداء وآخر بالماء وثالث بالخيام ، وكان الناس ينساقون خلف جزرة اسمها حضرموت..
وبعد انتهاء اللقاء تم اختيار الشيخ سالمين بن فرج العليي رئيساً لحلف حضرموت خلفاً للشيخ سعد بن حبريش رحمه الله ، وما أن تفرق الجمع وعادت الناس إلى منازلها حتى وصلتهم رسالة مفادها أنّه تم تبديل رئاسة الحلف من الشيخ سالمين إلى الشيخ عمرو ، من هذه اللحظة كان يجب على الناس أن تفهم وتعي أن الأمور لا تسير حسب ما تتمنى ، ولكن التمني بالغد الحضرمي الأفضل أعمى أبصار الناس عن رؤية حقيقة أن الشيخ عمرو غير مؤهل لإدارة هذا المكون الكبير .
ما علينا ، المهم أنّ الأمور سارت حتى تم تحكيم الشيخ عمرو وجماعته وحكموا وصُرف لهم ماطلبوه من الأموال والسيارات ولم يكلفوا أنفسهم حتى بدعوة من كان لهم الفضل بعد الله في هذا الإنجاز ألا وهم رؤوس الناس في حضرموت..
ولأن القاعدة تقول أن السكوت علامة الرضا فإن الرئاسة رأت في عمرو رأس لحضرموت ويجب احتواءه، فأعطت له امتيازات خاصة وإغراءات لاستمالته في صفها ونسيان ماكان يطالب به او ماقامت الهبّة من أجله
احتكر الشيخ عمرو كل شي ، فهو رئيس حلف قبائل حضرموت ورئيس المؤتمر الجامع والوكيل الأول لسلطتها المحلية !! فهل هو سوبرمان ووحيد الزمان ولا يوجد غيره لشغل هذه المواقع ؟ ألا يفترض أن يكون من رجال حضرموت وكوادرها شخصية حضرمية على رئاسة الحلف وثانية على رئاسة الجامع ولا بأس في بقاءه وكيل أو أن يختار أحد هذه المواقع الثلاثة.
أمّا بهذا الشكل فنحن نعمل على صناعة صنم كبير ، وياليته من تمر حتى إذا جعنا أكلناه ، بل من حجارة صمّاء.
واليوم هناك صراع وتنافس محموم حول منصب محافظ محافظة حضرموت ، ولقد قرر تجربة المجرّب وحشد الناس للاحتفال بهبّة جديدة !! بما يملك من إمكانيات مادية للظهور بمظهر أنه الرجل المناسب لهذا المنصب بما يملك من شعبية..
وحتى يكثروا من أعداد الحاضرين فقد رفعوا شعار انهيار العملة !! رغم أن العملة بدأت بالتحسن وأصبح الصرف أقل من ٢٠٠ ريال وفي طريقة للنزول ، ولكن استخدام الحق لخدمة الباطل لا زالت سنة الطغاة.
واليوم من أراد أن يساهم في تكبير الصنم فليفعل ولا يلوم إلا نفسه ، ومن أراد صناعة مجد لحضرموت فعليه أن لا يكون شاهد زور في هذا المحفل ، واسألوا أنفسكم ، مالذي قدّمه الشيخ عمرو حتى اليوم لحضرموت ؟ لاشيء للأسف .
ونعرف أن البعض حضر ذلك الاحتفال من أجل حضرموت ومصلحتها وليس من أجل مصلحة فلان أو غيره ولذلك نتمنى عليهم أن يقولوا كلمة الحق في وجه الشيخ عمرو بن حبريش ومن حوله ويحاولوا تصحيح مسار الحلف والهبّة لتكون هبّة حضرمية بحق وحقيقي قامت لأجل حضرموت ومصلحتها وليست من أجل مصلحة شخص أو مجموعة أشخاص استأثروا بمناصب وامتيازات والآن يحتفلوا هم بذلك فقط وحضرموت وأهلها يعانون في كل شيء والله المستعان..
وتبقى حضرموت في انتظار من ينصفها .