مرجعية الوادي والدور المنشود

 

مرجعية الوادي والدور المنشود

 

عند ضعف دور الدولة في أي مجتمع تظهر على السطح مكونات شعبية تحاول لملمة شتات المجتمع وتمثيل دور الدولة لحين عودة الدولة وتكون هذه المكونات وقتية وظرفية وتنتهي سرعان ما تعود الحياة في الدولة ..

ومن هذه المكونات نسلط الضوء على مرجعية الوادي وإن كانت من ضمن حلف حضرموت وانشقت عنه لتكون ممثلة عن الوادي غير أنها لم تكن شعبية ومن خضم الشعب بل كانت ممثلاً عن الدولة بالوادي وتتكلم باسم الشعب وكأنها خرجت شعبية ..

فالدولة بالوادي من قبل ثورة 2011 وبعدها ومن قبل اجتياح الحوثي وبعده كانت المنطقة العسكرية الأولى وإلى الآن هي الحاكم الفعلي بالوادي وإن لم تُسمى الأسماء بمسمياتها ..

ظهرت المرجعية بإيعاز من هذا الحاكم الفعلي كصوت لحضارم الوادي ضد الدعوات الإنفصالية والمنادية بالمجلس الانتقالي..كان للمرجعية الصوت الأقوى بالوادي وقاطعة الطريق على هذه الدعوات..

وإن كان الكثير من أهل الوادي ضد دعوات الانفصال إلا إنهم بالمقابل لم يطمحوا أن يكونوا ورقة ارتهان للحاكم الشمالي ضد الجنوبي وكان يطمح أن يصل صوته بكل جرأة وقوة فالمواطن يرى أن كلا الطرفين متسلقين لمقدراته ومستغلين صوته..

واليوم استطاع الحاكم الفعلي أن يجعل من المرجعية ورقة حضرمية رابحة بيده بكل امتياز وأن يوظفها لصالحه بكل قوتها فهي اليوم مدافعة عنه أكثر من دفاعها عن نفسها ..

فلا تلبث أن تسمع عن قتيل يُقتل بالوادي وما تلبث أن تقوم بوادر ثورة إلا وتخمدها المرجعية ببيانات واستنكارات وثورة ورقية إعلامية ..

ولا تجد غريما للمنطقة العسكرية إلا وتكون المرجعية الوسيط بين الطرفين وسرعان ماتخمد نيرانها ومبدأها في ذلك إخماد الفتنة وكأنها تتعامى عن فتنة القتل الحاصل بالوادي ولا نجد إي تحرك فعلي مثلما تتحرك عندما يكون الغريم المنطقة العسكرية الأولى ..

*لماذا لا نسمع صوتاً حضرمياً خالصاً بعيداً عن الولاءات لخارج حضرموت يصدح عالياً..؟!

لا أخفيكم أنني اليوم عندما أزور مدينة سيئون أشعر وكأنني في باب اليمن بصنعاء لست عنصرياً ولكن هي بلدي ولم أعد أشم الرائحة الحضرمية بحاضرة حضرموت الوادي …أتجول في شوارعها وأجد أطقم عسكرية تجوب الشوارع مسرعة غير مكترثة بمن حولها وهي الآمرة الناهية..اعبر على نقاط عسكرية يسألونني من أين والحق أن أسألهم أنا من أين أنتم وماذا أتى بكم.. ؟!

شاركت المرجعية في اتفاق الرياض وكان جُل اهتمامها إقحام الصوت الحضرمي في هذا الإتفاق وهذا مجهود تشكر عليه وليتها تقوم بنفس هذا المجهود وتطالب بإخراج إي قوة غير حضرمية بالوادي فمالفائدة من المسمى والمناصب إن كانت القوة الفعلية بغير يد أبنائها فكل منصب سيكون تحت إمرة غيرها مادام هناك قوة من غير أبنائها ..

وأخيراً لتصحيح المسار على المرجعية أن توسع من دائرتها وأن لا تختزل الوادي في شخصياتها فأنا أود أن استفسر عن المستوى التعليمي لأعضائها كونهم يمثلوني اليوم كأحد أبناء الوادي وإن قالوا أنهم لا يمثلون أحد فما هي صفتكم هل هي شعبية ام رسمية ومن الدولة ؟
وهل هناك محامون وقضاة وأساتذة جامعات ومفكرين وسياسيين بين أعضائها أم لا يوجد أم هي مرجعية قبلية فقط ولا تليق إلا بالشيوخ … وإن كانت قبلية هل تشمل كل مكونات حضرموت الوادي .

 

بقلم/ أحمد الكثيري