الجمعة , يناير 31 2025

ينقصنا رجال الأمن.. لحفظ الأمن

 

 

 

ينقصنا رجال الأمن لحفظ الأمن

 

▪️مقال للأستاذ/ عبدالعزيز بن مرضاح

ما يحدث في وادي حضرموت من انفلات أمني حقيقة ظاهرة خطيرة ولا تبشّر بخير أبداً في ظل غياب رجال الأمن في كل الأحداث الحاصلة في بعض المديريات..

هل نحن في دولة “حقاً” أم نحن في مجتمع قبلي تحكمه الأعراف والعادات القبلية؟!
في عدم وجود الدولة وأمنها ولا تحصل مشكلة أمنية إلا وتجد القبائل هي من تقوم بدور الأمن وغياب تام لقيادة رجال الدولة، في هذا المقال الذي سأسلط
الضوء فيه على الفرق بين مفهوم كل من الأمن والأمان بعد أن نوضح معنى كل منهم …

يعتقد الكثير من الناس أن المفاهيم المتعلقة بالأمن والأمان والسلامة والاستقرار والاستمرارية والضمان والثقة، تحمل نفس المضمون وتعبر عن نفس المعنى إلا أن ذلك الاعتقاد يدخلنا في خانة الخطأ واللبس والتداخل بين المفاهيم والمصطلحات وعدم التمييز والتفرقة فيما بينها..

الأمن هو عبارة عن الممارسات التي تضمن التخلص من المخاطر التي تهدد السلامة العامة ويعتبر الأمن مسؤولية اجتماعية وعملية مقصودة يقوم بها الأشخاص لتوفير الحماية لأنفسهم وغيرهم..

حيث يبعثون الراحة والطمأنينة في نفوسهم ونفوس الآخرين مما يوفر لهم بيئة من الاستقرار اللازم لضمان استمرار وديمومة عمليات التنمية والتطور والعمل
والإنتاج عن طريق اتباع سبل وطرق وإجراءات الأمن والسلامة المختلفة في الحياة لحماية الأنفس والأرواح والأملاك وغيرها..

ومن أهم أنواع الأن هو أمن الدولة أو الأمن القومي أو الأمن العام حيث تعّبر تلك المفاهيم عن حماية الدولة وأفرادها من أي مخاطر تهدد وسلامتها ومستقبلها
ومستقبل أبنائها وتكون من مسؤولية الدولة والقائمين عليها..
ويعرّف الأمن في السياق العالمي والدولي على أنه قدرة الدول على الحفاظ على حدودها وكيانها وتماسكها وترابطها الداخلي الوظيفي مستقلا والوقوف في
وجه قوى التحكم والسيطرة المعادية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي..

عدة أنواع للأمن وهي:
الأمن العسكري:
يتمثل في القدرات الدفاعية والهجومية التي تمتلكها الدولة لحماية نفسها للهجوم المسلح والقدرات الدفاعية..

الأمن السياسي:
يعني السلام والاستقرار التنظيمي الهيكلي الداخلي للدولة، وذلك في ظل نظم وايدولوجيات واستراتيجيات
سليمة تستند إليها الدولة وتستمد منها شرعيتها..

الأمن الاقتصادي:
يتعلق بالموارد الاقتصادية والمادية والطبيعية والبشرية
والأسواق التي تمتلكها الدولة والتي تشير إلى مستوى رفاهيتها وقوتها..

الأمن الاجتماعي:
يخص قدرة المجتمعات على الحفاظ على استقرارها الداخلي والعلاقات بين أبنائها والحفاظ على الأمن
الداخلي وتحقيق آمالها في مجتمع خال بشكل نسبي من الجرائم بأنواعها المختلفة..

الأمن البيئي:
يتمثل في المحافظة على المجال الحيوي للدولة. الأمان هو عبارة عن شعور داخلی ينتج عن الأمن الذي
تحدثنا عنه مسبقا ويتمثل في شعور وإحساس الأشخاص والجماعات بالراحة والطمأنينة، مما يوفر لهم جوأ مناسبة للقيام بكافة أشكال الأنشطة الحياتية
اليومية بمعزل عن الخوف والقلق والتوتر..

ويأتي هذا الشعور نتيجة قيام الدولة والأفراد بالالتزام بكافة سبل الوقاية والحماية والدفاع التي تضمن لهم تحقيق الأمن..

وبالتالي الإحساس بالأمان ومنها تسوية النزاعات الداخلية سلميا وفرض وسيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع أفراد وطبقات المجتمع دون تفرقة..

وكذلك التصدي للهجمات الخارجية وتوفير التوزيع العادل للموارد بحيث يضمن العدالة في الأجور والمداخيل ويتجنب ظهور المجتمعات الطبقية التي
ينتج عنها طبقة أغنياء وطبقة فقراء أو أشخاص تحت خط الفقر مما يفاقم معدلات الجرائم داخل المجتمع ..

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

لماذا نُفضّل بعض أبنائنا عن الآخر؟

    لماذا نُفضّل بعض أبنائنا عن الآخر؟   في عمق النفس البشرية، تتداخل مشاعرنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *