حضرموت تقتل نفسها بنفسها
ماذا يحصل في حضرموت بين الأهل والأخوان وأبناء العمومة…
أبناء حضرموت يقتلون بعضهم البعض ويفككون نسجيهم الاجتماعي ووحدتهم بأيديهم وهذا ماسيؤدي إلى ضعف حضرموت وسهولة السيطرة عليها من الخارج.
حوادث قتل ومحاولات قتل ومشاكل بين جيران وأهل منطقة واحدة على تراب وأراضي ..كلها بالنهاية تؤدي إلى زيادة إشعال نار الفتنة بين الناس بعضهم البعض.
بالأمس سمعنا عن حادثة قتل بين شخص وقريبه وقبله بين أبناء عمومة في وادي عمد، وقبله حوادث إطلاق نار بين أبناء قبيلة واحدة في مديرية شبام في مسلسل لا ينتهي من سفك الدماء دون الخوف من وازع ديني أو رادع قانوني.
مسلسل من سفك الدماء وكأن القاتل المجهول الذي يقتل في الوادي لا يكفي، فأخذ الناس يقتل بعضهم البعض بينهم البين..!
أين سلطة القانون… أين دور الدولة… أين دور القضاء… أين دور الرجال المصلحين…
مالذي ينتظره الناس… هل ينتظرون عودة نظام قمعي مثل أيام الحزب الشمولي البائد ليقوم بسحل الناس وبعد ذلك سيمشون على الصراط المستقيم..!
لماذا يسكت الأخيار والشرفاء عن الوضع الحاصل..؟
ألا يكون لهم دور في تحريك المجتمع قبل فوات الأوان… فالفتنة إن لم تخمد سيحترق بنارها الجميع ولن ينفع الندم أبدا.
أي قضية قتل بين أهل أو جيران أساسها خلاف على مشكلة بسيطة على قطعة تراب أو غيرها .. يمكن حلها في ذلك الوقت قبل تفاقمها… لكن عند التغاضي عنها تكبر وتكبر حتى يصعب حلها وتؤدي إلى قتل وبعده ثأر وهلّم جرّا…
نتمنى عمل لجنة صلح بين الناس تكون مرجع للكل تتكون من شيوخ ودعاة وشرفاء من أهل حضرموت مشهود لهم بالنزاهة وحب الخير وتحظى بدعم سلطة القانون لتنفيذ أحكامها وردع أي مخالف أو بلطجي في وقته..
نتمنى من الشيخ خالد الكثيري رئيس مصلحة شؤون القبائل ومرجعية قبائل الوادي أن يكون لهم دور في ذلك ويساهموا في حل الكثير من المشاكل العالقة بين أهل الوادي بعضهم البعض فالوضع جدا خطير إن لم يتدارك قبل فوات الأوان، ونشكر لهم تدخلهم لحل المشكلة الواقعة في وادي عمد بين أبناء عمومة ونتمنى زيادة مجهوداتهم ودعمهم من السلطة المحلية والأمنية حتى تثمر مجهوداتهم في محلها
والإسلام حثّ على الصلح كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} ، وقال تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }، وقال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ }، فالإصلاح بين الناس فيه مصالح كثيرة، وقطع الشحناء، وقطع الخصومة، والتأليف بين القلوب، فإن الصلح يؤلف بين القلوب، والحكم قد يُبقي فيها شيئًا من الشحناء، ولكن الصلح الذي يكون عن تراضٍ تكون القلوب فيه طيبة، ويسلم الناس من الشحناء التي تحصل بسبب الخصومات والأحكام.
فالمشروع للمؤمنين فيما بينهم الإصلاح مهما أمكن، وعدم إلجاء الخصمين إلى المخاصمة لدى المحاكم، بل يصلحون بينهم، فهذا يتنازل عن شيءٍ، أو هذا يُؤجِّل أو يسمح بشيءٍ من حقِّه، أو ما أشبهه، أو يساعدونه في شيءٍ حتى تكون المسألةُ بين الجميع على وجه التناصح بينهم، والتعاون، وعدم الإلجاء إلى الأحكام، فالصلح فيه خيرٌ عظيم، وفيه مصالح كثيرة.
كذلك حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، تقول رضي الله عنها أنها سمعت النبيَّ ﷺ يقول: (ليس الكذَّابُ الذي يُصلح بين الناس فيقول خيرًا، أو ينمي خيرًا، لا يُسَمَّى كذَّابًا)، بل هو مصلحٌ بين الطائفتين، أو بين القبيلتين، أو بين القريتين، أو بين الشخصين
فيجوز الكذب من أجل الإصلاح بين الناس مثل أن يأتي قبيلة ويقول: أصحابكم يحبون الخير لكم، ويدعون لكم، ويحبون الصلح معكم، ويذهب للآخرين ويقول لهم كذلك حتى يجمع بينهم ويُصلح بينهم، ولو كان كاذبًا فيما قال، يعني: إذا كان الكذب لا يضر أحدًا من الناس، إنما كذب للإصلاح بين القبيلتين أو القريتين أو الشخصين، هذا من باب الإصلاح بين الناس، والصلح خير، ولا حرج في ذلك؛ لأنه لم يضر أحدًا، وإنما سعى في إزالة الشر والجمع بين القلوب.
حفظ الله حضرموت من كل فتنة بين أهلها وجمع قلوبهم على الخير