الخميس , نوفمبر 21 2024

قبيلة حضرمية تقاتل الإنجليز لأجل ضيوفها ! ( مواقف بطولية لرجال من حضرموت )

من المواقف العظيمة التي سطرها التاريخ ويجب أن تُبرز ويتناقلها الأجيال ويعرفها أبناء العصر الحالي من قبائل وأبناء حضرموت ليقتدوا بأسلافهم في شجاعتهم وإباءهم موقف كاد أن يهلك أبطاله لكن كتب الله لهم العزة والانتصار , فقد ذكر صاحب كتاب إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت
أنه في عام (١٣٦٠ ه‍) ( 1941 م ) أحدث بعض عبيد الدّولة الكثيريّة حدثا بتريم ، ( لم يذكر نوعية الحدث الذي ارتكبوه )وهربوا ، ولم يقدر أحد يجيرهم ممن حولهم ؛ خوفا من الإنكليز ( وهذي الفترة بعد معاهدة الاستشارة التي زادت من النفوذ الإنجليزي بعامين وكانت وقت استقلال بن عبدات الكثيري بإمارة الغرفة وثورته على الدولة الكثيرية والقعيطية والإنجليز وفي بدايات تأسيس جيش البادية) .. فضاقت بهم الأرض ، فنزلوا على آل باجريّ فأضافوهم ، وعزموا على تبليغهم المأمن على عادة العرب في ذلك ، فلم يشعروا إلّا وقد باغتتهم ثلّة من عساكر الدّولة الإنكليزيّة الموكّلين بحماية الطّرق وحفظ الأمان ، وقالوا لآل باجريّ : إمّا أن تسلموا العبيد ، وإلّا .. وقع عليكم الحرب. !

فقال لهم سعيد بن قطاميّ ـ بعد أن اجتمع حوله آل باجريّ كلّهم ، آل أحمد بن عليّ وآل حمود وغيرهم ـ : والله ، لو تناطحت الجبال .. لن ندفع لكم جيراننا بسبيل
ما بقي فينا نافخ ضرم. فتبادلوا إطلاق الرّصاص ، وأصيب أحد العسكر وأحد آل باجريّ بإصابات خفيفة ، ثمّ أحاط آل باجريّ بالعسكر في كوت (حصن صغير في مرتفع) لأحدهم ـ وهو بدر بن صلاح بن يمانيّ ، كان العسكر أرضوه فدفعه لهم ـ وبإثر تطويق آل باجريّ للكوت (الحصن).. سفر السّفراء بينهم ، وسوّيت المسألة بالّتي هي أحسن ، وأبلغوا العبيد المأمن ، وطلب منهم بعض الزّعماء أن يخضعوا للضّابط الإنكليزيّ .. فأبوا.
فانظر لشجاعة هؤلاء الرجال الذين ضحوا بأرواحهم لأجل حماية من استجار بهم ولم يبالوا بعظمة خصمهم وقوته وكونها الدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس وكذلك امتثال الدولتين لها , بل وهذ الموقف يدل على شهامة الرجل القبيلي الحضرمي والتقارب بين فئات المجتمع فلم يرفضوا حماية الموالي ( العبيد) وهم يُعتبرون من أقل فئات المجتمع بل قاتلوا دونهم لأنهم محل ضيافتهم واستجاروا بهم وهذا يدل على شهامة القبيلي الحضرمي ، وأنه بعيد عن الاتهامات الكاذبة التي وجهتها الاشتراكية المستوردة من الخارج والتي مزقت النسيج الحضرمي , ومما ينبغي الإشارة إليه أن قبيلة آل باجري هي من ضمن الأركان الأربعة للدولة الكثيرية ومن ضمن قبائل الشنافر وكانوا من القبائل التي قامت بها الدولة الكثيرية الأخيرة ومن ضمن رجال مؤسسها السلطان غالب بن محسن الكثيري وشاركوا أيضاً معه في الاستيلاء على الشحر في عام 1282 هـ الموافق 1866 م قبل أن يهزم من القعيطي وكذلك الانتصار على الرويلة الأفغان عند قدومهم للوادي بقيادة القعيطي لكن بعد معاهدة الاستشارة مع الإنجليز كان هناك رفض ظاهر من قبائل ورجال وادي حضرموت لهذه الاتفاقية المذلة ونتج عنها مواقف بطولية لعدد من قبائل ورجال حضرموت منها هذا الموقف العظيم الذي سطره التاريخ في صفحات الإباء والتضحية !

عبد الإله بن سعيد بن عيلي

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

الشاعر عبد الإله الكثيري يلقي قصيدته اضرب فديتك في قناة الواقع والتي تصف معركة الشحر التاريخية التي انتصرت بها الدولة الكثيرية في حضرموت وظفار على البرتغاليين عام ٩٤٢ هجري

الشاعر عبد الإله الكثيري يلقي قصيدته اضرب فديتك في قناة الواقع والتي تصف معركة الشحر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *