مشروع التمدد الشيعي في المنطقة من ضمن استراتيجية أمريكية وهذا شيء معلن وليس بخافي على أحد
▪️مقال للأستاذ/ سعيد سالم بن عبدات
من ضمن السياسة الأمريكية في المنطقة تمكين الأقليات لتحكم الأكثرية خصوصا إذا كانت مختلفة فيما بينها من ناحية طائفية أو عقدية وذلك مثل القنبلة الموقوتة تنفجر هنا أو هناك حتى لا يحدث أي استقرار في تلك البلدان وتبقى في حالة صراع دائم، واليمن ليست بعيدة من تلك السياسة، حيث يراد للأقلية الشيعية أن تتحكم بالأكثرية السنية، وتتجلى أبهى صورها في تمكين الحوثي ودعمه وغض الطرف عن جرائمه وعنفه وانقلابه على السلطة الشرعية، وأيضا الوجه الآخر له في الجنوب المجلس الانتقالي ربيب الضاحية الجنوبية في لبنان.
في عهد أوباما تم فرض الزبيدي كمحافظ عدن والكل يعلم أنه قبل انطلاق عاصفة الحزم كان يدعم الحركة الحوثية وتمددها في الشمال بل ذهب بنفسه كممثل عن الحراك الجنوبي آنذاك ليشاركهم عدة مناسبات.
والذي يصب أيضا في هذي الاستراتيجية..
أن إدارة ترامب لم تدرج الحوثي في قائمة الإرهاب إلا قبل مغادرة ترامب البيت الابيض بأسبوعين ومن غير المستغرب أيضا أن تضع من ضمن أولى مهامها الخارجية الامريكية الجديدة إزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب.
وأيضا لا نستغرب أن قيادات جنوبية تخرّجت من طهران الآن لها دور بارز في الجنوب، بل تُعطّل الحياة السياسية والحياة العامة في العاصمة المؤقتة عدن ولا ننسى أيضا أنّ مدير أمن عدن الجديد نفسه قبل أن يتولى هذا المنصب كان في صفوف الحوثيين.
أمريكا تفرض أمورا كثيرة لترجّح كفة الحوثي في اليمن وأذرعتهم في الجنوب..
كل هذا لا يتناقض مع الاستراتيجية الأمريكية المعلنة
وبعض المغفلين الذين يصورون أنفسهم أبطال إنما يخدمون تلك الاستراتيجية سواء بأجر أو بدون أجر بل ويقدمون دمائهم وأرواحهم لتنفيذ هذي الاستراتيجية عندما يناهضون الدولة ويقفون سدا منيعا ضد أي قرار تتخذه الشرعية.
وأقل شيء يمكن أن تقدمه أمريكا للحوثي في حال فرض تسوية سياسية قادمة هو أن يحتفظ الحوثي بكل مليشياته وعتاده العسكري.
وفي نفس الوقت يصنّف كحزب سياسي شريك في السلطة سواء كان في ظل يمن اتحادي أو في ظل شكل آخر للدولة اليمنية القادمة المهم نسخة طبق الأصل من حزب الله اللبناني، ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث في اليمن شماله وجنوبه في ظل حزب كحزب الله في اليمن
ستكون تجربة بائسة ومكررة.
وعلى اليمنين أن يتجرعوا كأس السم إذا قبلوا بهذي التسوية السياسية التي تفرض التمدد الشيعي في المنطقة.
لكن نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم
ويحفظ اليمن وأهله جميعا من كل الشرور المحيطة بهم.