تداول كثير من رواد وسائل التواصل اختراع الراحل الحضرمي المهندس هاني محمد با جعالة رحمه الله الذي قدم عدد من الاختراعات المميزة والتي فازت بجوائز في معارض عربية وعالمية للمخترعين ، ومنها اختراع في الكشف عن الأوبئة بمدة زمنية وجيزة جدا نال بسببه جائزة دولة بولندا من الاتحاد الدولي للمخترعين في معرض ابتكار 2010 بجدة ، ويتناسب اختراعه مع سكان المدن الكبيرة مثل باريس أو نيويورك أو القاهرة ،وقد سبق أن تحدث المهندس هاني رحمه الله عن مزايا هذا الاختراع وذكر التالي :
الإختراع الذي أطلقنا عليه اسم HB2 هو جهاز يعمل على الكشف المبكر وفي غضون دقيقتين فقط، لأعراض الأمراض الوبائية والتي يصعب فيها القيام بفحص جماعي لأعداد كبيرة من سكان عواصم الدول أو في الجامعات”.
ويقول المهندس هاني باجعالة: ”
ويتمثل هذا الإختراع الذي يسمح للسلطات الصحية في مدينة كبيرة (مثل القاهرة أو الجزائر أو الدار البيضاء أو روما أو نيويورك) بالتعرف على حالة انتشار الوباء بين السكان في ظرف زمني وجيز، في جهاز الكتروني يوضع على ذراع الفرد ويتلقى إشارة من جهاز بث يوضع في أعلى مكان في المدينة مثل برج ايفل في باريس.
وبعد دقيقتين فحسب، يتلقى مركز المعلومات ردا من هذه الأجهزة الفردية للأشخاص المصابين على شكل إرسالية قصيرة SMS تحمل الرقم الشخصي والمعطيات الخاصة بالفرد وعنوانه ورقم هاتفه لتمكين السلطات من الاتصال به عند الضرورة واتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية.
ويشدد المهندس هاني على أن لأعراض كل مرض إشارة كهربائية مغايرة وهو ما يسمح لنفس الجهاز الذي أصبح يحتوي على خلية إلكترونية يمكن برمجتها وتزويدها بالكود الخاص بعدد من الأمراض والسماح باستعماله لإكتشاف العديد من الإصابات المحتملة.
وعن الدافع الى تطوير هذا الجهاز يقول المهندس اليمني هاني باجعالة: “أمام الهلع الذي رافق انتشار مرض إنفلونزا الخنازير او ما يعرف بـ H1N1 وما صاحب ذلك من إغلاق للمدارس والجامعات فكرتُ في تطوير جهاز يسمح بفحص وفرز الأشخاص المصابين في مجموعات كبيرة من البشر في ظرف زمني وجيز”. كما يرى باجعالة أن لهذا الجهاز ميزة إضافية تتمثل في “حماية الأطباء من فحص الأشخاص مباشرة والقيام بذلك عبر عملية فحص عن بُعد
وقد ترك رحمه الله رصيد من الاختراعات الفائزة بجوائز عالمية ، وهو ملهم ومعلم لعدد من المخترعين في مدينته المكلا وتولى عدد من المناصب من خلالها خدم مجتمعه وبلاده منها رئيس اتحاد المخترعين اليمنيين بحضرموت ، عضو مجلس أمناء مؤسسة مواهب ، رئيس مؤسسة حضرموت للاختراع ، وقد انتقل إلى رحمة الله يوم الاحد 8 / 5 / 1435هـ الموافق 9 / 3 / 2014م وهو في العقد الرابع من عمره ، ورثاه وبكاه عدد من الكوادر والنخب ورجال مدينته المكلا ونعاه أبناء حضرموت واليمن ومن العجيب أنه في الوقت الذي يصاب العالم كله بفيروس يهدد البشرية يتذكر أبناء حضرموت واليمن مخترعهم الذي سبق في ابتكار هذا الجهاز المساهم في كشف الوباء بوقت قياسي ووجيز ويناسب سكان المدن الكبيرة
ولم يكن هذا المخترع النابغة إنجازه يتوقف على اختراعاته بل ساهم بدعم عدد من المخترعين وطموحه أن يصل عدد المخترعين بحضرموت بحلول عام 2020م إلى 500 مخترع ، وانتشرت في وسائل التواصل أدعية للفقيد بأن يتغمده الله برحمته ويجزيه ما قدمه في نفع مجتمعه وبلده
وكانت وصيته : ” أكملوا المشوار ” !
فهل يظهر في حضرموت رجال أفذاذ في مجاله تكمل مشواره المبارك ؟