الشيخ إذا خلفه نمور صار أسد وإذا خلفه غنم صار دجاجة!
هذا المقال قد يختلف عن المقالات السابقة بأنه يتحدث عن موضوع اجتماعي داخلي ولكنه يصب في مصلحة المقالات السابقة ولا أخفيكم بأن هذا الموضوع كنت أفكر فيه كثيرا ويشغل حيز اهتمامي قبل أن أكتب هذا العنوان الذي أصبح عندي شبه قناعة راسخة.
أجلس أحيانا واقرأ لبعض رجال القبيلة الناقمين على حال قبيلتهم ويتوجهون مباشرة بالهجوم على مشايخهم ثم أجلس مع بعض الشيوخ الذين يؤكدون لي خذلان الرجال الذين يتبعونهم وأنه حين تقدم في الموقف هذا لم يجد رجال تصطف خلفه، وفي الموقف الآخر تحدث عنه فلان وعلان وهذا لم يقف معه وهذا خذله.
*هذا الأمر ليس عند المجتمعات القبلية بل في كل موقع فيه قيادة ورجال وفيه متبوع وتابع ومن خلال تأمل بسيط في الواقع والأحداث التاريخية وجدت أن القيادة والرجال كجناحي طائر!*
فالقائد بلا رجال ولو كان بشجاعة وحكمة علي بن أبي طالب رضي الله فسيقول كما قال حين ابتلي بأهل العراق وفتنهم ومن ادعوا أنهم شيعة له وأتباع : لا رأي لمن لا يطاع وكما وصفهم بأشباه الرجال وقال لهم : وددتُ والله أن لي بمئة ألف منكم ثلاثمائة من بني فراس وهم فرع من بني كنانة كانوا أهل شجاعة ونجدة وإباء فمهما كان القائد عظيماً فهو يحتاج للرجال من أشباهه .
*إن المجتمعات الناجحة تبادر وتتسابق على ما يشرف وما يعتز به الرجال وتتخذ مواقفها ببطولة بدل أن تلقي اللوم على فلان وعلّان، بينما المجتمعات الفاشلة تجمع بين الجبن والتردد وإلقاء اللوم وتبادله والتربص ببعض والبحث عن السقطات والعجز عن اتخاذ القرار*.
يا مسؤول لا تنتظر المسؤول الأعلى سلطة أو الالتزام بصلاحياتك المحدودة حين ترى الجياع الذين لا يجدون لقمة الخبز وأنت تضع ميزانية لطريق في طرف المدينة!
يا تاجر لا تننظر أن يرسل لك خطاب رسمي عن احتياج الناس وقومك وشعبك يتضورون جوعا!.
يا ابن القبيلة لا تنتظر شيخ القبيلة أن يجمع القبيلة وقم بواجبك في الصلح بين رجالها وحقن دمائها ونصرة المظلوم.
يا طالب العلم ويا خطيب المنبر لا تنتظر توجيه من الأوقاف بالتحذير من خطر الحوثي الذي يقتل جيرانكم في العبدية ويحتل بيحان المجاورة .
الكارثة في مجتمعنا أن المسؤول ينتظر توجيه من المسؤول الذي أعلى منه رتبة والمسؤول الأعلى ينتظر ممن هو أدنى منه أن يخبره بالواقع هذا إذا كان يهمهما، وشيخ الدين ينتظر من أقرانه أن يبادروا، وشيخ القبيلة ينتظر من رجاله أن يتحركوا وهم ينتظرون شيخهم القابع في متاهة التردد.
*لكن التاريخ لا يكتبه هؤلاء بل شجعان يتصدرون المشهد ويبادر كل منهم بما يملك وبعد أن يفعل ما بوسعه يقول أين البقية!؟ لا أن يتحول المجتمع إلى نوائح كلها تقول أين بلا عمل؟ وكلها تصيح بدون فعل؟*
وكثير منها مستعدة أن تتباكى بدون موقف تتخذه!
الرجال الذين تحتمي بهم الأوطان لا تتباكى وتلطم بل تفعل ما بوسعها وتتقدم!.
*ميليشيات الحوثي تقتل جيرانكم وتسفك دماءهم وتشردهم وشرعية الغفلة والجبن وصلت لمرحلة من الاختراق والفساد لدرجة أنها تسقط في كل الأمور، فالعملة تنهار والرجال في العبدية تتركهم بدون تحريك جنودها القابع جزء منهم في بلادكم*.
*إذا لم تجبروا السلطة المحلية والقيادات السياسية والعسكرية وشيوخ الدين وشيوخ القبائل وعمدات الحارات والتجار والمثقفين والإعلاميين على التحرك بالضغط عليهم وإجبارهم على اتخاذ موقف فأنتم شركاء بجبنكم وسلبيتكم وذلتكم* إلا إذا كنتم ترون أنفسكم أغناما تنتظر متى يحين ذبحها إما أن يهجم عليها الذئب أو يقدمها الراعي لضيوفه،
قولوا لهم إما أن تكونوا رجال المرحلة وإلا فسنستبدلكم برجال صادقين لا يخافون في الله لومة لائم يخرجون من هذي الأزمة يتقدمون ويفعلون ما بوسعهم ليسوا جبناء ولا أذلاء.
أما أنت يا عسكري أو يا سياسي أو يا طالب العلم أو ابن القبيلة الذي ترغب بأن يتحرك شيخك وأنت تتفرج ليس لك دور إلا انتظار الأوامر التي ربما لو تم توجيهها لك لن تعمل بها ولا تعنيك *فاحفظ هذي العبارة جيدا*
*الشيخ إذا خلفه نمور صار أسد وإذا خلفه غنم صار دجاجة!*