الأربعاء , مارس 5 2025

(الخياطة جنب الشعق )

(الخياطة جنب الشعق )

بقلم : أ . سالم باوزير (بوحسين)
المكلا : ٧فبراير ٢٠٢٢م.

مرة أخرى تخفق السلطة المحلية في إدارة أزمة الهبة الحضرمية الخالصة كما هي عادتها في الإخفاقات المتعلقة بالإدارة المدنية للمحافظة ، فالأزمة أزمة سوء إدارة في إيجاد حلول عملية لمشاكل اقتصادية واجتماعية ولا يمكن تحقيق نتائج إيجابية لحلول دائمة بفكر عسكرى تقولب على تنفيذ أوامر بدون تفكير !.

فهذه النهاية التي تمت وأطلق سراح الشيخ صالح بن حريز وصحبه وظنوا أنهم رقّعوا به ثوب خططهم لحضرموت وأن الأمور ومشاكلهم أنتهت بإقصاء المنافس وفي الواقع كأنما خاط خياطهم خيطه بجانب الشعق وليس لرقعه ! .

ويظن البعض أو هكذا يحاول الإعلام الموجّه والمسيّس أن يقنع المجتمع الحضرمي أن تلك الهبتين المختلفتين والمتضادتين في الولاء للهوية الحضرمية والتي لا يجمعهما إلا عنوان حقوق حضرموت مع اختلاف الأولويات واعتماد نهج السلمية بينهما ويحاول ذلك الإعلام أن يقنع الجميع أن الفرع قد عاد للأصل وأصبحت الهبة الحضرمية جنوبية !

يظن البعض حين ننتقد ونكشف المستور أننا نقف ضد توافق ووحدة الصف الحضرمي ، وهؤلاء لن يكونوا إلا أحد هذه الفئتين :
– حسن النية ومصدّق لما يروّج له الإعلام حول ما قيل بعد إطلاق سراح بن حريز وصحبه ، وهؤلاء ضحايا إعلام مزوّر للحقائق !
– أو أتباع الأنتقالي والكتلة المستفيدون والراضون عن نتائج هذا التقارب والذي يظنون أنهم نجحوا في احتواء بن حريز وهبّته وإنهاء منافسته لهبّتهم ، وهؤلاء بالتأكيد لن يرضوا عنا ! .

أعود لتفنيد الإخفاق في إدارة سلطة المحافظ لهذه الهبّة الشعبية ، ولن أبدأ بمطالب الهبّة المشروعة ولا بسلميّتها ولا بكونها من الحقوق التي كفلها لهم الدستور ! ، لكني سأركز على جانب سوء الإدارة التي تم التعامل بها مع هذه الهبّة وأهلها ! .

فالمحافظ سواء لرغبته الشخصية أو لأوامر مجبر على تنفيذها لم ترق له هذه الهبّة لا في توقيتها ولا في أهدافها ولا فيمن يؤيدها وأراد إنهاءها ، لكنه لم يتعامل معها بحكمة كما يقتضي منه واجبه المهني والانتمائي لمجتمعه كونه محسوب على أهله الحضارم ، وتصرف معها برعونة لا تخدم سجله المهني والعملي الشخصي ولا يصب في مصلحة مجتمع حضرموت وقضيته وحقوقه ، ولا تخدم إلا مصالح مستفيد لاينتمي للهوية الحضرمية ولا يهمه مصلحة مجتمعها ! .

كان بإمكانه احتواء هذه الهبّة ورجالها لو تعامل معهم كما تعامل مع الذين من قبلهم ، فلو أجتمع بقياداتهم وتشاور معهم وشرح ما خفي عليهم وأعد معهم صياغة مصفوفة المطالب بأولويات تضمن تحقيق مكاسب للمجتمع وتدعم موقفه في مطالبه التي تتعامل معها الحكومة بالتجاهل واللامبالاة ، لو فعل ذلك لحقق لسلطته المحلية مكسب ولشخصه كمحافظ قيمة مضافة مع ما سيتحقق للمجتمع من مطالب !
فالقمع لمطالب حقوقية مشروعة ولمطالبين سلميين ضرب من الدكتاتورية وإرهاب السلطة لشعبها ! .

وهذا السيناريو الذي حاولوا به ختم هذه الخيبة والتي بالتأكيد وراءه المحافظ ورجال كتلة الإنتقالي أرادوا به ستر خيبتهم وتجميل فعلهم القبيح ، ظناً منهم أنهم نجحوا في تحقيق مبتغاهم باحتواء الهبّة المنافسة ، وفي الواقع فعلهم هذا يشبه نقوش جميلة لأطار لوحة قبيحة !.
تناسوا أن بن حريز هو رقم واحد من مجتمع يؤمن بقضيته ويطالب بحقوقه ، فقضية الهبة ليست في بن حريز وإنما في فئة تشكل النسبة الأكبر من المجتمع المظلوم من عوام وخواص المجتمع المدني والقبلي ومن أعيان ومثقفي حضرموت ونخبها ، فلو ترجل الفارس بن حريز عن ريادته لأي سبب فهناك الكثير والكثير ممن مستعد لحمل الراية والتضحية في سبيل مجتمعهم وقضيتهم وحقوقهم ! .

هذا الأسلوب الذي تم التعامل به مع رجال الهبّة منذ البداية وحتى النهاية هو أسلوب أنتهازي وأبتزازي ولا أخلاقي يدل على أن من قام به لا يحترم نفسه ولا يحترم المجتمع الحضرمي وحقوقه ، وهذا طبيعي لأن المستفيد من خارج حضرموت ولا يهتم إلا بمصالحه الخاصة ، وبدليل موقف إعلامهم الموجّه الذي لم يثبت على مبدأ واحد منهم قبل الاعتقال وبعد الإفراج ! .

هذه الفئة من المجتمع الحضرمي التي يحاولون تغييبها وشيطنتها وتزوير التهم ضدها هي التي تعرف قضيتها الحقيقية وتؤمن بها ولا ينطلي عليها تزوير التاريخ وهضم الحقوق، مخلصة لهويتها الحضرمية وانتماؤها وولاؤها لها برزت مع هذه الهبّة التي قادها الشيخ بن حريز لتفرض نفسها كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في معادلة حضرموت السياسية والحقوقية، وتعلن فشل محاولات الجهات التي حرصت على قطر حضرموت لتكون تابعة ذليلة وأظهرت خيبتهم وخيبة أدواتهم التي استخدموها لقطر حضرموت تابعة ذليلة لهم ، فحضرموت اليوم بهم ليست حضرموت الأمس ! .
وعرف المجتمع اليوم أن المحافظ ورجال الكتلة منفذين لأمر جهة واحدة !

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الرد على المناظرة الشهيرة في مجلس السفّاح يا يماني مالك ورجال مضر ؟

الرد على المناظرة الشهيرة في مجلس السفّاح يا يماني مالك ورجال مضر ؟ اشتهرت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *