الأربعاء , مارس 5 2025

في ذكرى11 فبراير الـ(11): -كيف كنّا و أين أصبحنا؟؟؟!

في ذكرى11 فبراير الـ(11):

-كيف كنّا و أين أصبحنا؟؟؟!

أ. أحمد زيدان

▪️مقال/ بقلم : أحمد بن زيدان

إنَّ الجنوحَ إلى التقييم الموضوعي لكلِّ أمر ذي بال أو ذكرى مناسبة ما، كهذه، في حياتنا أعدّه جزءاً من منهج وجودنا، كما هو أداة بمناهج البحث العلمي يجب سلوكه وأولى بالاهتمام، وصولاً للحقِّ والحقيقة وهذا دأبٌ سلكته خلال حياتي العلمية والعملية ولعلَّ طلبتي بثانوية سيئون يتذكرون ما طالبتهم التعبير عنه في ذكرى الثورة اليمنية، إذ مرت بلادنا بمفترق طُرقٍ مع احتراب عام 1994م «ماذا تبقّى من أهداف الثورة؟؟» وقد توصّل غالبيتهم في تقييم أهدافها الستة على واقعنا تكاد نتجيتها أن تكون صفرية..!!

فهل محصلة تقييم القارئ الموضوعي، لأحداث أزمة2011م التي يسميها قادتها وشبابها «بثورة»، بينما يصفها المعارضون لها «بنكبة» ليضعها في ميزان اليوم، بذكراها الـ(11): كيف كنّا وأين أصبحنا؟؟؟ كمحطاتِ إنجازاتٍ محققة أم نتائج كارثية.. !؟!

فبالعقل والمنطق والنظرة الموضوعية يجب أن يخضع ويحتكم الجميع إلى نتائج التقييم، ليحدد مسار مستقبل جيل اليوم والغد، لا أن يبقى يبرر ويحمّل فشله لغيره أو للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي أسمتها (أزمة سياسية) والحق بائن ويرجعنا إلى استثمارات متصدِّريها الذين هربوا للخارج وتركوا الشباب المغرر بهم يواجهون مع جموع شعبنا ساحات الوغى!! والكل ضحية صراع الحمران!! على السلطة والثروة، فاختلاف تربية وحكمة جيل الآباء وطموح وطيش بعض الأبناء لأسرتي الزعيم علي عبدالله صالح والشيخ/عبدالله حسين الأحمر كان السبب الظاهري وإن كان المخطط الصهيو-أمريكي هو العامل الأول الخفي، إذ شاهدنا عبر قناة الجزيرة إنطلاق أول شرارة تحريض بها واستقواء بالقبيلة في مقابلتها مع القيادي الإخواني ورجل الأعمال/حميد عبدالله الأحمر ثم أعقبته تحريضات الإخوانية/توكل كرمان على مَن جمّعوهم مِن شباب غرروا بهم في ساحتي جامعة صنعاء ومدينة تعز وغالبيتهم من حزبهم وقد سيطروا على منصتها وحازوا على السبق بوسائل الإعلام وكمحللين فيها، حتى جاءهم مفتي الجماعة الشيخ/عبدالمجيد الزنداني الذي انتظر الزعيم والشعب نتجية تحكيمه لكتاب الله فيما حصل، إذ فأجأ الجميع بتلك الساحة بتشجيعهم نحو الاستمرار بقوله الشهير (لقد احرجتمونا!!) وإن أنسى، فلن أنسى نشوة انتصار جاري الخطيب وتجلي ثمرة ثورتهم وعنوان تغييرهم الذي صدح به من أعلى منبره وصدّع أسماعنا والمُصلّين لتكراره مراراً: (فالإسلامُ آتٍ،بلاريب !؟!)، عقب ما أسموها«جمعة الكرامة» وكأنَّ رسالة وعهد آخر الرُّسل محمد صلى الله عليه وسلم، لم يتم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، بل سنشهده ونهتدي إليه على يد جماعته وثورتهم المباركة..!!

فالمحصلة القائمة أمامنا، فعلاً، أكثر من صفرية-بشتائها القارس وحتى بخريفها!!- وكارثية المعنى والدلالة، فلنتعظ وننهض جميعاً، لطي صفحتها وتجاوز آثارها السلبية، لمن يسعى للحق والوثوب من كبوتها القاتلة لشعبنا والنهوض بأنفسهم، فضلاً عن أهلهم وعامة الناس المثقلين بالهموم والثكالى، فالجميع؛ لايختلف على سمو غايتهم وإنّما على وسيلة انجازها وتبقى منشودة من قوانا الوطنية..

وهذه المترتبات الكارثية عايشها شعبنا الطيب الصابر ولمس آثارها منذُ أول انقلاب إخواني على الشرعية الدستورية عام2011م وما أعقبه من انقلاب الباغي الحوثي -وهو الأسوأ- و غيره من تمرد على النظام والدولة-هنا وهناك- فليتهم نادوا جميعاً، بتصحيح منظومة الدولة ومسار الوحدة، بل أسقطوا الزعيم الشهيد الصالح وأحلوا عنه العهد الطالح !! فخسر شعبنا قدوة القيادة وافتقدنا السيادة وملشنة حياة مَن وعدوهم كذباً وبهتاناً، بغدٍ أفضل !؟!

فكيف كنّا بحقٍّ: بعهد الزعيم، مهما اتفقنا أو اختلفنا معه وبسياسته وماشابها من سلبياتٍ ومبالغته في الإنتقام ممن انقلب عليه، حتى افتقد دهاءه تسليمه الجمل بما حمل لعدو لدود أفقده حياته، لكن عهده قبل ذلك ترجم أرقاماً ومنجزاتٍ تنمويةً وأمنيةً شهدها الجميع على أرض الواقع وقد دمّر الربيع العبري وما ترتّب عنه بعضاً من بنيتها التحتية، فأين أصبحنا من ربيعهم الزائف الذي وعدوا الشعب: بغدٍ أفضل وأجمل !؟!

وأين دلائل شعارهم:  (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) واليمن،بسبب مترتباتها، تُحكم تحت البند السابع ومايزال أكثرهم يحتفلون بإصرارٍ اليوم، بذكراها الـ(11) وقد هرب قادتهم ومموليهم إلى قطر وتركيا اللتينِ رعتا مشروعهم الكارثي لتدمير اليمن السعيد وأهله الطيبين، فخذله رب العالمين الذي يمهل ولايهمل، لمخالفة الخروج أمره الناهي (واطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) ولكل نهيٍّ رباني جزاء فـ(كيفما تكونوا يولَّى عليكم)، فبعد(11سنة) على أحداث(11فبراير) آن الأوان أن يتجاوز الجميع مترتباتها و مآسيها الإنسانية..

صحيح، إننا نلمس مؤشرات تقارب بين حزب الإصلاح وتنظيم المؤتمر الشعبي العام وبوادر تعاطي إعلامي لبعض منتسبي الإصلاح بتأييد رفع العقوبات عن الفندم السفير/أحمد علي عبدالله صالح ولعلَّهم اقتنعوا أو أجبروا، إثرَ اقتناع وتوجّه دول الإقليم ودائمي عضوية مجلس الأمن الدولي، بعودة وسطية سلطة المؤتمر التي أُسقطت منه عام2011م، أمّا مبررات ذلك فيدركها كل لبيب وسياسي حصيف «إن لم يعد اليومَ بصميلهم!!، فسيعود غداً بالصندوق» وهكذا، هو مفهوم السياسة، فلا عداوة دائمة، بل مصالح مشتركة متبادلة، فمِن الممكن أن يكون عدو الأمس صديقَ اليوم والغد !!

والله يجعل في أنصارها تتجلّى التوبة الحقة والإعتبار، كما تتجلّى بساستنا ونُخبنا (الحكمة يمانية) كقرار وأن تُنصف قضيتا الجنوب وحضرموت، وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مع إقرار مفاوضي الحل النهائي للأزمة والصراع اليمني، وطنياً وإقليمياً ودولياً، بحقِّ تقرير مصيرهما، عقب إنتهاء الدورة الأولى لدولة الأقاليم وحينها، ستُعدُّ ثورتنا الثالثة الحقيقية (اليمن الاتحادي ذات الأقاليم الستة) وانتصارنا الكبير الذي يفرح ويجمع شعبنا ولا يفرقهم وينسيهم مآسي تلك الأحداث السيئة وينعم الجميع بحياة كريمة وآمنة و مزدهرة..

ربنا يحفظ العباد و البلاد ويصلح ساستنا وشبابنا ويرشدهم للصواب والرشاد.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الرد على المناظرة الشهيرة في مجلس السفّاح يا يماني مالك ورجال مضر ؟

الرد على المناظرة الشهيرة في مجلس السفّاح يا يماني مالك ورجال مضر ؟ اشتهرت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *