لماذا ندافع عن المشروع الحضرمي؟؟؟ في مواجهة يمننة وجنوبة حضرموت !!!
بقلم : م.لطفي بن سعدون .
المكلا : ٣٠ أغسطس ٢٠٢٢م.
لطالما سمعنا كثيرا من النخب اليمنية أو أتباعهم من النخب الحضرمية، يلوموننا على تعصبنا للمشروع الحضرمي . ولكن الهجوم الأكثر حدة وشراسة، يأتينا من قبل النخب الجنوبية وأتباعهم من الحضارمة، بل ويباشرنا هذا الفريق بكيل اتهامات التخوين والارتزاق والتبعية للمشروع اليمني عندما نخوض في مشروعنا الحضرمي .
وحقيقة الأمر نحن لسنا متعصبين للمشروع الحضرمي إعتباطا أو لترف فكري أو تعالي على اليمنيين أو الجنوبيين، لا والله ، فنحن فقط طلاب حق مشروع كفلته لنا كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ونرى أنه الأسلم لإيجاد صيغة منطقية وتوافقية للتعايش السلمي التكاملي، بين كل من الشمال والجنوب وحضرموت، تنهي عقليات وتفكير ومنظومة حكم الهيمنة والتسلط وإلغاء الأخر، التي اكتوينا بها جميعا وأدخلتنا في متاهات الحروب والقتل والدمار والأزمات الحادة في كافة المجالات وجعلتنا ضحايا الجوع والفقر والمرض وسوء الخدمات والتخلف الحضاري، رغم إنما نمتلك من الثروات العظيمة والموقع الإستراتيجي الجيو سياسي الذي سيجعلنا من أغنى الشعوب.
وللتذكير فحضرموت كانت الى عام ٦٧م وطنا مستقلا، بسلطنتين متكاملتين متداخلتين، وبحدود مفتوحة يتنقل فيهما الحضرمي حيثما يشاء.
وحينها كانت حضرموت مزدهرة وأفضل حالا من كل السلطنات الأخرى من ناحية التعليم والصحة ونظام الدولة والموارد المالية والصحافة والاعلام والنظام الانتخابي وحرية العمل السياسي وكل مقومات الدولة وتمتلك قوات أمنية وعسكرية أثبتت قدرتها على تأمين حضرموت داخليا وحدوديا.
وعندما حصلت احداث ٦٧م ، التي ضمت فيها عنوة حضرموت الى الجمهورية الوليدة في عدن بمسمى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبعدها الديمقراطية الشعبية ، فحينها فقدت حضرموت إستقلالها وأصبحت ذيلا بعد أن كانت رأسا، وتوالت على حضرموت مصائب التهميش والإذلال ومحاربة قواها الحية وتصفية قواها الأمنية والعسكرية ، ثم زرعت فيها فتنة الصراع الطبقي والتأميمات ومصادرة الأراضي والممتلكات الخاصة ومحاربة الدين الإسلامي الذي هو روح وكيان كل حضرمي .
وتبين فيما بعد أن كل هذه الممارسات ضد حضرموت كان بإشراف وتآمر مباشر من بريطانيا وبتوصيات من المجلس الكنسي العالمي، بهدف منع حصول حضرموت على إستقلالها الموعودة به في مطلع يناير ١٩٦٨م ، وذلك نكاية لدور الحضارم في مقارعة حركة التنصير العالمية التي تجري في شرق آسيا وشرق أفريقيا.
واليوم للأسف الشديد لازلنا نجتر هذه الأفكار المدمرة وتتمسك بها معظم النخب اليمنية والجنوبية، وحتى الأتباع الحضارم الذين تشربوا بأفكارهم وتمصلحوا منها، فنحن نجد أن معظم النخب اليمنية لازالت متمسكة بعقلية الهيمنة والتسلط على الجنوب وحضرموت والنظر اليهما كفرع عاد الى الأصل ومغنم لابد التمسك به و تحت شعار الوحدة أو الموت ، كما إن النخب الجنوبية أيضا تمارس نفس التفكير والتطبيق تجاه حضرموت واتجاه بعضها البعض.
وفي سياق السعي المحموم لهذه الأفكار والتطبيقات المدمرة لكل مناحي الحياة في بلادنا ، يتم تكريس ثقافة الكراهية والأحقاد المميتة والعنصرية وثقافة الحرب والموت والتدمير، وإلغاء الأخر بل ومسحه من الوجود ، وانتشرت ليس فقط بين جغرافيا اليمن والجنوب وحضرموت، بل وحتى داخل المحافظات والمديريات والقرى وبين القبيلة والأخرى وبين المكون والآخر .
والحال هكذا فإننا ندعو كل النخب الحية في كل بلادنا ان تغادر هذه العقليات المدمرة التي دمرت بلادنا أرضا وانسانا، وأوصلتنا الى هذه الهاوية السحيقة التي ليس لها قرار، وأثبتت للجميع انها فشلت في تقديم أي شي مفيد لشعوبنا، وآن الأوان للبحث عن صيغ جديدة أكثر واقعية وعقلانية وإنسانية، للتعايش بين الجميع.
وأدعوا كل النخب والقيادات والمكونات اليمنية والجنوبية والحضرمية الرئيسية، وعلى رأسها الانتقالي والحراك والجامع والمرجعية والهبتين والمؤتمر الشعبي العام والإصلاح والحوثي وبقية المكونات اليمنية، لأن ينتقلوا للحوار الجاد على قاعدة لا ضرر ولاضرار واحترام الأخر ، ورفض الهيمنة والتسلط، والبحث عن القواسم المشتركة وصيغ التوافق والتعايش المقبولة من الجميع ، وفق قاعدة لاغالب ولا مغلوب والكل منتصر، ويكفينا من حروب ودمار وقتل وتخلف وأنانية وجشع وفساد، فقد آن الأوان لنعيش في وئام وتعايش وتكامل ومحبة وإخاء ، وارى ان نظام الكونفيدرالية بين اليمن والجنوب وحضرموت، وحتى بتقسيمات أكثر، هي الصيغة المناسبة لمنظومة الحكم التي ستلبي تطلعات الجميع بتكامل ودون الغاء أحد أو هيمنة من أحد، والله سيكون في عون العبد طالما كان العبد في عون أخيه.