صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
العم سالم بن مبارك باسباع
✍️🏻 صالح جمعان باحنّان
«لا تولِّ عملك إلا حضرميا. فإنهم أهل أمانة»
تلك العبارة كانت جزءا من رسالة خليفة المسلمين الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه التي وجهها إلى واليه على مصر الصحابي الجليل وداهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه وذلك إثر توليه الخلافة.
وها هو العم سالم يعيد لنا الأمل بأن الامة الحضرمية لا تزال متمسكة بالعهد والميثاق، وهناك الكثير من القصص في عصرنا الحديث ولكن جعل من من أبرزها قصة العم سالم ابن تلك المدينة الواقعه شرق حضرموت مدينة الحامي أحد مدن الساحل الحضرمي
هاجر العم سالم ارض حضرموت قبل ٥٢ عاماً وهو متواجد بالكويت وأثناء الغزو العراقي الغاشم كان يعمل في احدى محلات الذهب لم يسرق بل احتفظ في ٧٠ كيلو ذهب ودفنها تحت الارض، اعتقل من قبل الجيش العراقي أثناء لاحتلال بعد ما وصلت معلومات للعراقيين أنه يعمل في مجال الذهب وتم اعتقاله وتعذيبه وتهديده بالتصفية إذا لم يتعترف ، إلا أنه إيماناً منه بأن الامانة صعبة ولا يرتقي لها إلا حضرمياً لم يعترف بمكان الذهب الذي يلبغ السبعون كيلو أي ما يعادل سعره في ذلك الوقت نص مليون دينار كويتي، وبعد وصول التحقيق معه إلى طريق مسدود تيقن المحققون أن العم سالم لا يوجد لديه ذهب وتم الإفراج عنه ؛ وبعدها عاد إلى موطنه شامخاً مهابا
وبعد تحرير الكويت عاد لها وسلم الذهب الى أصحابه ولازال متواجد بالكويت
الحامي مدينة العم سالم الذي ولد وترعرع فيها هي إحدى مدن حضرموت العربية، إلا أن لها خصوصية نادرة، وهي ارتباطها التاريخي والعاطفي بالكويت، فأهلها يفرحون لفرحها ويحزنون لحزنها، فمن سنحت له فرصة التواجد فيها خلال أعياد الكويت الوطنية، فسيعتقد ولأول مرة وكأنه بين أهله الكويتيين. فأهل الحامي يحتفلون سنوياً بأعياد الكويت بعفوية جميلة، فترى أعلام الكويت ترفرف على كل بيت
فعلاقة أبناء مدينة الحامي بدولة الكويت ليست وليدة اللحظة، فقد بدأت قبل ظهور النفط في الكويت، أيام شظف العيش وقلة الموارد
فحفظ الله دولة الكويت، ووطننا الحضرمي، وشعب البلدين من كل مكروه
