رعاية المحافظ بن ماضي لمهرجان الشحر،،، يعني تجذيرا للهوية الحضرمية!!!
بقلم : م. لطفي بن سعدون.
المكلا : 2فبراير 2023م.
إحياء التاريخ يعني تجذير الهوية في وعي الكبار، وغرسها بقوة في عقول الصغار، الذين تم مسخ هويتهم الحضرمية لأكثر من 55عاما وإستبدالها بهويات لم تتشكل بعد او غريبة عنهم.
ذلك ما نفهمه من إصرار المحافظ بن ماضي لإحياء مهرجان الشهداء السبعة بالشحر .فالشعوب الحية لا تحيا فقط بقوت يومها، لأن ذلك هو مسلك البهائم، ولكنها أيضا بحاجة لغذاء الروح والعقل التي تجعل منهم اناسا سوية .
تشكلت ملامح الهوية الحضرمية منذ آلاف السنين، وهي من أقدم الهويات في المنطقة والعالم، بل وأصل البشرية كون أرضهم حضرموت هي من ورثت الأحقاف التي إحتضنت قوم عاد ،وهم خلائف قوم نوح عليه السلام كما ذكرهم القرٱن ، ومنها تناسلت وهاجرت بقية البشرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
ولكن الهوية الحضرمية خلال السنين الماضية وفي غفلة من الزمن، ولأكثر من 55عاما تعرضت للتجريف والمسخ المتعمد بقصد محوها، لكن أنى لهم هذا وهي هوية ملايين الحضارمة في الداخل و أماكن اغترابهم في مشارق الأرض ومغاربها، وقد تغلغلت في وجدانهم وافئدتهم وثقافتهم واثارهم وفنونهم وتاريخهم الممتد لالاف السنين.
في هذا السياق أنطلق ابن حضرموت ومحافظها الشيخ بن ماضي، ووجّه في مطلع نوفمبر 2022م خلال زيارته لمدينة الشحر بإقامة تظاهرة علمية وثقافية وفنية سنوية بمدينة الشحر عرفانًا بتاريخها وإرثها الحضاري وتقديرا لشجاعة أبنائها وكل أبناء حضرموت في مقارعة الإستعمار البرتغالي وكل الطغاة والظلمة، وترسيخا للهوية الحضرمية ، التي تعرضت لسنوات عديدة للتجريف والمسخ، وآن الأوان لإعادة ألقها وتكريسها بقوة في عقول ووعي ملايين الحضارمة في الداخل والمهجر، كحق إنساني مشروع لهم وضرورة موضوعية لوحدتهم وتماسكهم.
وتنطلق الفعالية من مناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ 500 لملحمة سحق الغزو البرتغالي للمدينة، الذي يوافق الـ 28 من فبراير 2023م.
وفي سياق التحضيرات العملية لمهرجان الشحر قام المحافظ بن ماضي هذا اليوم 2 فبراير، بتفقد المواقع الأثرية بالشحر واطلع على التحضيرات للاحتفاء بالذكرى الـ 500 للمقاومة الشعبية للغزو البرتغالي.
وتفقد المحافظ المواقع الأثرية بالمدينة التاريخية ، حيث زار الساحة العامة بالمدينة وحصن بن عياش ودار البياني ودار بوبك والجامع الكبير بالشحر وضريح الشهداء السبعة وسوق الحلوى الشعبي، الذي تتميز به المدينة.
كما إستمع من مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة ماهر بن صالح، إلى التحضيرات وبرنامج الاحتفال لإقامة مختلف الفعاليات بمدينة الشحر.
وفي هذا السياق نوجّه عناية المحافظ واللجنة التحضيرية للمهرجان للاهتمام من الآن وحتى تتويج الفعالية بيوم 28فبراير، لتفعيل النشاط الإعلامي والثقافي التحضيري والمرافق للفعالية، وتسخير كل اجهزة الإعلام الحضرمي من فضائيات وتلفزيونات محلية واذاعات وصحافة ورقية والكترونية وسوشيال ميديا للتحضير للمهرجان وتغطية مختلف فعالياته، ولجعل المهرجان حدثا جماهيريا حضرميا يوجه رسائل ثقافية وأدبية وفكرية وحضارية وسياسية ، داخليا واقليميا وعالميا فالإعلام يشكّل رافعة محورية وشمولية لأي نشاط انساني، خاصة وان الهدف من المهرجان
هو التعبير القوي، عن ضرورة موضوعية لإحياء التاريخ والهوية الحضرمية الممتدة لآلاف السنين، وليس ترفا فكريا أو إهدارا للمال العام كما يروّج له بعض الجهلة. كما إنه يمثل جهدا متميزا وهاما لإحياء الهوية الحضرمية الخالدة كأساس لتميّز حضرموت وثقلها العالمي ومدماك قوي لوحدة وتلاحم أبنائها وهي أيضا خطوة هامة لتعزيز الحضور الحضرمي المستقل سياسيا وعسكربا وأمنيا واقتصاديا.