الخميس , نوفمبر 21 2024

أيهما أحب الى قلوب الحضارمة..الإستقلال أم التبعية؟!!

 

 

 

أيهما أحب الى قلوب الحضارمة..الإستقلال أم التبعية؟!!

 

بقلم م. لطفي بن سعدون الصيعري.
المكلا: 16 سبتمبر 2023م.

اليوم تحل علينا الذكرى 56 للنكبة الحضرمية، وسقوط حضرموت في براثن الإحتلال والتبعية المذلة لعدن، منذ 67وحتى 90 ثم الانتقال الى الإحتلال والتبعية المتخلفة لصنعاء منذ 90 وحتى اليوم.

كانت المكلا حينها تنتظر بفرح وصول سلاطينها المبجّلين القعيطي والكثيري، ليزفوا اليها أنباء الإستقلال الحضرمي، بعد عودتهم من جنيف لاعلان دولة حضرموت المستقلة الموحدة في بناير 68م ، حسب قرار الأمم المتحدة بتصفية الإستعمار البريطاني من حضرموت واتحاد امارات الجنوب العربي، ولكن الأقدار كانت تخبئ شيئا آخر، أكثر قتامة لحضرموت، وكانت المؤامرات قد حيكت خيوطها بدقة بالغة وبتدبير محكم ، من رأس الماسونية والصليب العالمي، لإسقاط الاستقلال الحضرمي، وجر حضرموت لتبعية عدن، نكاية لدور الحضارم في مواجهة وإفشال حركة التنصير العالمي، في شرق افريقيا وشرق آسيا.

فجأة صحي الحضرمي ليرى إعلام اليمننة ترفرف فوق مباني دولته الرسمية، وتختفي إعلام الإستقلال الحضرمي إلا فيما ندر والبعيدة عن متناول الهمج، وأصبحت المكلا مدينة تابعة لعدن بعد ان كانت عاصمة دولة، وحضرموت محافظة خامسة بعد ان كانت دولة حضرموت ، وسقطت كل مقومات الدولة الحضرمية المستقلة ، من سلاطين وإدارات وموازنات وموانئ ومنافذ ومطارات ووزارات ومستشارين ومؤسسات تعليم وخدمات كهرباء ومياه ومحاكم واوعية ايرادات وضرائب وصرفيات مرتبات ومستحقات موظفين وبنوك ومصانع وشركات وجمعيات وصحف وبلديات منتخبة، لتصبح في غمضة عين، من ملكيات وسيادة عدن بدلا من حضرموت ثم انتقلت بعدها لصنعاء، وبدلا من ان نحل قضايا ومشاكلنا داخل مكلانا ، اصبحنا نبحث عن حلولها في عدن وصنعاء، البعيدة عنا جغرافيا بمئات الكيلومترات وثقافيا وحضاريا بآلاف السنين، والتي هي أصلا تبحث عمن يحل مشاكلها ولا من مجيب.

كل ذلك تم في ذلك اليوم المشؤوم، والرعاع وطرار الأفاق يملأون الشوراع ويترزحون فيها بأقدامهم الجلفة، ويصجون الآذان بشعارات الزيف والدجل وحكم الرويبضة،،، كل الشعب قومية وثورة ثورة يا جنوب.

ومنذ ذلك اليوم وشعبنا الحضرمي يعاني صنوف الذل والتهميش والتبعية ونهب ثرواته ومزاحمته في أرزاقه ومعيشته وتمزيق وحدته الوطنية ، من قبل صعاليك وزنادقة وهمج الجنوب والشمال الى يومنا هذا. وقبائل وأبناء حضرموت تستجار ولا تجير، لأن الصراع قد تم نقله وتكريسه بينهم، كقابل للتبعية ومتمصلح منها, ورافض لها ومتضرر منها ، ولم يعد الصراع متركزا مع اعدائهم، وهكذا طالت المدة على الحضارمة وهلّ الشهر وتناصف ، ولازالوا تحت الاحتلال والتبعية للجنوب وللشمال ، وسقطت تدريجيا هويتهم الحضرمية الخالدة تحت سنابك اليمننة ، وتدمرت ثقافاتهم وأخلاقهم .

لكن حضرموت لازالت تتلمس طريق استقلالها بعزيمة وهمة لا تلين، وتلملم شعثها وجراحها ، لتوحيد الكلمة ورص الصفوف لانتزاع حقوق حضرموت المشروعة ، وعلى رأسها استقلال قرارها السياسي، وسيادتها على أرضها وثرواتها ونديتها لصنعاء وعدن، ويلوح في افقها نجم حاملها السياسي المستقل،،، مجلس حضرموت الوطني ، وان كان ضوؤه لازال باهتا ولم يشرق بعد ساطعا على كل حضرموت .

فعليك مني السلام يا أرض أجدادي ،،، ففيك طاب المقام وطاب إنشادي!!!

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الحلقة ما قبل الأخيرة

 الحلقة ما قبل الأخيرة كتب / رشاد خميس الحمد السبت 2 نوفمبر 2024 منذ الوهلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *