تحديات مجلس حضرموت الوطني على المدى القريب والمتوسط والبعيد
بعد انتظار طويل، أعلن لية أمس انتهاء اعمال الهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني، واعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس المكونة من 23 عضو، وهيئة عليا تضم 351 عضواً يمثلون اطياف المجتمع الحضرمي. وبهذا الإعلان، تنفس الحضارمة في الداخل والمهجر الصعداء، حيث لم يحظى الحضارمة منذ الاحتلال في 1967م بمثل هذا الكيان السياسي، والذي جذب الانتباه والاعتراف المحلي والاقليمي والدولي ويتبنى في أدبياته ومقرراته حق تقرير المصير.
فبانطلاق الحراك الحضرمي في 7 اكتوبر 2022م وما تلاه من تحركات ولقاء تشاوري في سيئون في 18 مايو الماضي، استدعت على اثره دول التحالف المنخرطة في الازمة اليمنية وفداً حضرمياً الى الرياض في الـ 20 من ذات الشهر، لعرض الهدف من هذه التحركات والاستماع لهذا الصوت الصاعد بقوة. وتبع ذلك مقابلات الوفد الحضرمي مع المسؤولين اليمنين وممثلي الدول الفاعلة. وتوجت اللقاءات بتحرك مخصوص لسفراء الاتحاد الاوربي الى الرياض ومقابلة الوفد في 31 مايو الماضي.
وفي ختام مشاورات الوفد الحضرمي التي امتدت من 21 مايو الى 19 يونيو، صدرت “الوثيقة السياسية والحقوقية الحضرمية”، والتي حملت في طياتها الكثير من النقاط المهمة للشأن الحضرمي لعل ابرزها: التمثيل والمشاركة العادلة في الدولة وحماية المصالح والهوية الحضرمية ومنع اي تشكيلات عسكرية من خارج حضرموت ودعم اي اجراءات تدريجية تسعى لمعالجة المظالم الحضرمية دون الغاء رغبة تقرير المصير. كما وانطلق عمل الهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني والذي اكمل دوره بإعلان ليلة امس.
ويبدأ الان العمل الحقيقي لمجلس حضرموت الوطني والذي لن يكون بالسهل او السريع انجازه. فالأهداف التي سيسعى المجلس لتحقيقها تصطدم بأزمة يمنية معقدة واطراف متعددة تنظر الى حضرموت كغنيمة وتابع لها.
ويمكن تقسيم التحديات امام مجلس حضرموت الوطني زمنياً الى ثلاثة أمدية: قريب ومتوسط وبعيد.
ففي المدى القريب، سيكون امام مجلس حضرموت الوطني مهمة كسب المزيد من الاعتراف المحلي والدولي، وحشد الطيف الحضرمي الذي مازال مرتبطا بالأجندات اليمنية بشقيها الجنوبي والشمالي. كما سيواجه تحديات تحسين الوضع المعيشي والخدمي المنهار في حضرموت، والتي ربما سيكون ضغط المجلس على الرئاسة اليمنية نحو الادارة الذاتية التي وعد بها الرئيس العليمي اثناء زيارته لحضرموت في يونيو الماضي هو الحل لهذه المعضلة.
على المدى المتوسط، فان فرض المجلس نفسه كممثل حضرموت الوحيد والندي لصنعاء وعدن في اي مشاورات للحل الشامل، ربما يكون من اكبر التحديات. حيث تحاول اطراف عديدة في الازمة اليمنية اختطاف الصوت الحضرمي وتقديم نفسها كممثل شرعي لحضرموت!
اما التحدي بعيد الامد فيكمن في انتزاع اعتراف من الاطراف الفاعلة في الشأن اليمني بحق الحضارمة في تقرير مصيرهم، اما بالاستمرار في الدولة اليمنية او الاستقلال الناجز، مع تقديم الضمانات لحفظ المصالح المشتركة واحترام الاتفاقيات المحلية والدولية وعقد الشراكات الاستراتيجية كنتيجة لتداخل المصالح طوال فترة ضم حضرموت القسرية الى اليمن والتي تمتد لـ 57 عام.
الجدير بالذكر ان الحضارمة تحصلوا على قرار اممي رقم 2023 صدر في 5 نوفمبر 1965م بحق تقرير المصير عن بريطانيا غير انه لم يطبق. كما وعدت بريطانيا السلطات الحضرمية في ذاك الوقت بمنح حضرموت الاستقلال مطلع العام 1968م قبل ان تنكث بوعدها وتتسبب في اكبر نكبة للشعب الحضرمي وفي ضياع دولته المستقلة.
أ. عبدالله بالرواس
29 نوفمبر 2023م
#مجلس_حضرموت_الوطني
#حضرموت_ترسم_مستقبلها