ضَعُفَ القاطرُ والمقطور
كتب / أحمد باصهي
ترددتْ كثيرا في الخطاب الإعلامي السياسي النخبوي عبارة تدغدغ عواطف الناس وترفع سقوف الأمنيات لديهم أن تكون حضرموت قاطرة لا مقطورة وطنا لجميع أبنائها متساوين في الحقوق والواجبات، وتُعامَل بندية متساوية كطرف مُعتبَر في أي تسويات سياسية قادمة على مستوى الوطن والأقليم ينعم أهلها بحياة آمنة مستقرة كريمة لما تتميز به من وفرة الموارد أرضا وإنسانا .
غير أن هذا الخطاب الجميل والكلام المنمق أصبح حديثا من أحاديث المساء في ظل أوضاع اقتصادية مزرية ومظاهر سياسية احتفالية لا تطعم جائعا ولا تغيث ملهوفا
وكما قال المتنبي
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
تفرق الهم وتشتت الرأي بين المرجعيات المتعددة والمكونات المختلفة اختلاف تضاد وتصارع للأسف وليس اختلاف تنوع وتنافس لخدمة حضرموت واهلها.
ورغم أن المفترض في حضرموت أنها مجتمع مدني ينتظم أهلها في هياكل مدنية من اتحادات ونقابات ومنظمات إلا أن البعض يظن أن التمترس خلف القبيلة أو الحزب والإستقواء بهما سيسرع من التئام الفتوق وقيام الدولة وهذا لم يحدث ولن يحدث ولنا في تجاربنا الحديثة أمثلة متعددة .
ثم إنّ تصدّر بعض الأفراد أو المجموعات الوظيفية المرتهنة لحسابات الأحزاب التي نشأت في فترة ضعف حضرموت وتعطيل إرادتها الجمعية وضياع بوصلة اتجاهها أو المتماهيةً مع مشاريع الخارج الذي له حساباته الجيوسياسية والإستراتيجية أضعف هذا الحراك وجعله منتظرا الإشارات والتوجيهات.
وضاع شعار حضرموت قاطرة لا مقطورة بل تخلّى أصحابه حتى عن اسم حضرموت لينادون بالأقليم الشرقي في خطوة متزامنة مع التغيير الوزاري الأخير وهو ما يؤكد فكرة أن مستقبل حضرموت يُخطط له من خارجها ومن غير اهلها وأصبح المنادون به يقفزون من قارب الى آخر فبعد الزخم الكبير لمجلس حضرموت الوطني تم القفز مباشرة الى المجلس الموحد للأقليم الشرقي الذي كان آخر ظهور لبعض منتسبي لجنته التحضيرية في سويسرا !! قبل يومين والشعب في حضرموت القاطرة الموعودة الذي يتكلم باسمها الهواة والغلاة من السياسيين مغيّب ومعذّب ولا يدري عمّا يُخطط له.
قلت في مقال سابق إن أردنا أن ننقذ مايمكن انقاذه قبل فوات الأوان حيث أن تسارع التطورات لا يحتمل التجارب والمجاملات فلابد من إعادة الإعتبار للشعب في حضرموت بكافة فعالياته ومثقفيه وطلابه وموظفيه ذكورا وإناثًا وعقد مؤتمر وطني جامع للخروج برؤية واضحة تعلي من مطالب الناس وأشواقهم أن يعيشوا كراما آمنين على حياتهم ومستقبل أبنائهم.