التعليم في حضرموت
حظي التعليم في حضرموت باهتمام بالغ في أيام الدولة القعيطية الحضرمية وكان المنهج التعليمي هو المنهج السوداني.
المعلمين من السودان والأردن والسعودية وغيرهم كانوا مختارين بعناية فائقة والمعلمات أيضاً.
يحكى لي والدي رحمه الله وعمي فائز أن مادة الانجيزي يدرس لنا الاستاذ محمد عبدالله بن ثلعب ومنذ الوهلة الأولى لدخوله الفصل لا يتحدث إلا الانجليزية حتى نهاية الحصة.
التاريخ كان يدرس لنا عن التاريخ الاسلامي وتاريخ حضرموت منذ أيام الاشعث بن قيس الكندي حتى تاريخ الدولة القعيطية الحضرمية والدولة الكثيرية الحضرمية والصراع بين الدولتين بكل حيادية كاملة حتى التثبيت الأخير للدولتين وترسيم حدودها .
وكنا ندرس عن رجال حضرموت واعلامها وسلاطينها وشعرائها بدون تمييز وعرفنا قصائدهم مثل ،،بشراك هذا منار الحي،، للشاعر بن شهاب ،،وفي دقيقه القمر،، للشاعر باحسن وغيرها من القصائد.
وفي بداية الستينات من القرن الماضي كان هناك خارج سدة المكلا حديقة السلطان والتي تم فيها بناء مدرسة والتي تعرف الان باسم مدرسة الجماهير الحالية بمواصفات خاصة وتم أيضا تحويل مركز الجذام في الشرج وتم بناء مدرسة فيه تعرف الآن باسم مدرسة جيل الثورة أو سمية الحالية بمواصفات خاصة، وبستان يتبع السلطان في القرية الديس كبير جدا تم تحويله إلى مدرسة لأبناء البادية، ثم تم إنشاء أول ثانوية في المكلا بمواصفات خاصة مثل الملاعب والمسبح وميادين وفصول وما تعرف اليوم بثانوية بن شهاب لن الثانويه كانت من قبل في مقر السلطان بالنقع بديس المكلا وكان السلطان يتبرع بأملاكه لخدمة التعليم.
ولا تزال هذه المدارس تخدم التعليم والطلاب إلى يومنا هذا.
أما غيل باوزير فحدث ولا حرج هناك المدرسة الوسطى العتيدة والتي كانت بمثابة جامعة في التعليم والعديد من المعاهد والأربطة الدينية وهناك الشيوخ الأفاضل من الازهر الشريف بمصر والسودان فقد كانت غيل باوزير قاعدة العلم والتعليم ومنها سطع الإشعاع لكل حضرموت ولم تكن المدارس في ذلك الوقت للتعليم فقط فقد كانت تمارس فيها الأنشطة الرياضية والثقافية وهناك مدرسين مؤهلين من السودان للجمباز وكرة القدم واستطاعوا أن يصنعون العديد من النجوم البارزين في كرة القدم واللاعب الفردية.
وكانت هناك مدارس داخلية للطالب تتحمل الدولة سكنهم ومصاريفهم ويتم منح دراسية للبارزين منهم إلى مصر والسودان وسوريا والعراق على نفقة الدولة.
كانت الدولة تهدف لبناء جيل جديد مسلح بالعلم والمعرفة يسهم في بناء الوطن لذلك دعمت التعليم بسخاء.
كان يتواجد في كل مدرسة ضابط شرطة مهمته التدريب العسكري للطلاب خاصة الصفوف العليا واعطائهم جرعات عسكرية وكان يوجد في كل مدرسة فرقة مسرحية.
المدرسين القادمين من خارج حضرموت يتم اختيارهم بعناية فائقة حيث يسافر إلى تلك الدول مندوبين من التربية والتعليم بحضرموت إلى السودان ومصر وغيرها من الدول لاختيار المدرسين عبر ممثل للدولة القعيطية الحضرمية هناك وليس عبر سماسرة.
أما عن المدرسين الحضارم فهم كثر ومنهم عمر بن سهلين وسالم الفضلي وعمر باباسط عمر محمد بن عويش وصالح عبدالله الجفري ومحمد هاشم السقاف ومحمد فرج حيتر وعوض عبدالله الحضرمي وغيرهم وكانوا على قدر كبير من الكفاءة.
محمد محفوظ صالح بن سميدع