الأربعاء , أكتوبر 23 2024

بيعة الكل ضد الكل لحضرموت… لماذا؟

بيعة الكل ضد الكل لحضرموت… لماذا؟

 

بقلم: أحلام الكثيري

٢٤ أغسطس ٢٠٢٤

 

” وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ” أية (65) سورة يوسف

 

تشهد حضرموت حالة من التحديات اثر المتغيرات السياسية التي يشهدها الملف اليمني دوليًا وإقليمياً، ومنذ زيارة د/ رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة اليمني لحضرموت في٢٧يوليو٢٠٢٤، وحضرموت تشهد حراكًا من حلف قبائل حضرموت، ومؤتمر حضرموت الجامع، تعددت فيها التصريحات و البيانات والتحركات التصعيدية المكونة من مطالب بسيطة مجتزئه من حقوق سيادية للأرض والإنسان الحضرمي له أن ينتزعها لا أن يطالب بها فقط، وتخللتها بعض اللقاءات والاجتماعات ما بين السلطة المحلية والحلف من جهة، وما بين السلطة المحلية والدكتور رشاد العليمي، من جهة أخرى وغضب شعبي من ازدياد تردي الخدمات.

 

في ٣١ يوليو، أصدر حلف قبائل حضرموت بيانًا من عدة بنود، شملت تمثيل الجامع كممثل سياسي لحضرموت وتنفيذ قراراته، وعدم التصرف بنفط حضرموت وبيعه وتسويقه؛ لشراء طاقة كهربائية لحضرموت، وقد عدها البعض من النشطاء والسياسيين إنها أداة ضغط؛ لتحقيق مصالح وأهداف سياسية لقيادات قبلية وسياسية حضرمية تنتمي لأحزاب يمنية!

 

في ٢٧يوليو أثناء مشاهدتي لمراسيم استقبال للدكتور رشاد في مطار المكلا، كتبت تغريدة على منصة X ” صفعة وصفقة خاسرة اكتملت بيعة الكل ضد الكل لـ #حضىرموت البيعة الأولى: أفعى عملاقة تقتات من إقليم وادٕ وصحراء حبيسة، البيعة الثانية: وحوش بحرية تحاصر الإقليم البحري تقتات منها شركات عابرة الحدود، الباركود السري= منظومة #5G ”

وكأنني حينها استشرفت النتيجة التي ستؤول إليها زيارة د. العليمي الثانية، بعد زيارته الأولى لحضرموت في يونيو ٢٠٢٣، منذ توليه المنصب الرئاسي، وبعد متابعتي لشبكات التواصل الاجتماعي، وظهور الاستياء للبعض من إعلان زيارة رئيس القيادة، عبر المنشورات والتغريدات والمقالات، المعارضة للزيارة، خصوصًا بعد انتشار شائعات بأن سبب الزيارة “لتنفيذ صفقة سياسية مع الحوثي الذي طالب بحصة من إيرادات نفط حضرموت” بينما كان هناك “من يؤكد أنها صفقة تم الاتفاق عليها في سلطنة عمان”.

لكن هل حقًا كانت مجرد صفقة ستقدم للحوثي، أم صفقة بيعة الكل ضد الكل لحضرموت؟!

هكذا كنت أتساءل ولا أزال أتساءل، لكن سرعان ما ظهرت نصف الإجابة والتي تتمثل في البيعة الأولى “الأفعى العملاقة” أي حدوث نوع من الفتنة الخفية على هيئة صدام بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت من جهة، وصدام أخر بين المواطنون في الشارع الحضرمي، وبين حلف قبائل حضرموت من جهة وما بين مؤيدون له، ومن جهة أخرى صدام الشارع الحضرمي والسلطة المحلية من جهة أخرى وما بين مؤيدون للسلطة المحلية، بقالب صراع سياسي تتبناه قوى سياسية مأزومة منتمية لجامع حضرموت، والأحزاب اليمنية بأدواتها الخفية والانشغال بإظهار ملفات فساد صغيرة أمام قضايا صفقات الفساد في المؤسسات والثروات السيادية!

 

في لقاء لـ د/ رشاد على قناة حضرموت الفضائية، تخلل اللقاء بعض الرسائل المشفرة، والتي وجهها للسلطة المحلية والمجتمع الحضرمي، والتي برأي لا تخرج من تحميل السلطة المحلية والقيادات والوزراء الحضارم مسؤولية ما يجري من سوء إدارة المؤسسات والوزارات، والمشاريع المناطة للسلطة لمتابعتها وتحت رقابتها وتردي الخدمات، مشيرًا في لقاءه إلى ” أن السلطة المحلية لديها السلطة الملزمة لرفض أي قرار صادر عن الحكومة المركزية، بحسب القوانين التشريعية الدستورية التي تمتلكها كسلطة محلية لها صلاحياتها في التنفيذ او الرفض، بينما الواقع الذي تشهده حضرموت الأرض والإنسان منذ نظام حكم علي صالح وحتى الآن والذي اثبت للشارع الحضرمي أن سوء الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية من كهرباء وديزل ومازوت، وانهيار العملة وارتفاع الأسعار، وخفض الرواتب وتوقفها…. الخ، يظهر أن القصور ناتج عن الفساد الإداري والمالي للسلطة المحلية، والدولة المركزية معًا!

 

لازالت هناك عدة أسئلة سأترك للقارئ الإجابة عنها كمواطن حضرمي، لإعمال عملية التفكير بوعي وطني متجردًا فيها من إيدلوجية الانتماء القبلي، الحزبي والمناطقية!

س/ هل سيسمح أبناء حضرموت أن تتم صفقة البيعة الأولى؟

س/ هل الحكومة المركزية في صنعاء وعدن بمعزل عن دخان فوضى خامدة، لأكثر من ٩ سنوات، قابلة للانفجار؟

س/ هل ستنجح الحكومة المركزية في تمرير صفقات الفساد للبيعة الثانية واشغال الشارع الحضرمي بكل طيفه المجتمعي بالبيعة الأولى؟

 

وأخيرًا هل يدرك المتصدرون للمشهد الحضرمي “أن حضرموت ليست الهضبة والحلف والجامع ومجلس حضرموت وبترومسيلة والسلطة المحلية والضبة فقط، بمعزل عن المواطن الحضرمي البسيط في هذا المجتمع المدني، الذي يتشارك معه في أداء الواجب لانتزاع الحقوق وتمكينه من قراره السيادي سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا على أرضه، دون أن يسمح لأي حضرمي أو يمني مأزوم بدائرة الحزب والقبيلة والمناطقية، بالوقوع في فخ الفتنة التي تحاك ضد حضرموت الأرض والإنسان، أليس بيننا رجلٌ رشيد!!

 

انتهت،،،

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الحلف بين العسكرة والتعاون في البناء

الحلف بين العسكرة والتعاون في البناء  مع بدء أنطلاق مجلس حضرموت الوطني لأداء واجبه الوطني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *