الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن ..
داود الكثيري
عندما نتحدث عن الأثر الذي يتركه القادة العظماء في مؤسساتهم يبرز اسم الدكتور فهمي فرارة كرائد إستثنائي قاد نادي اتحاد حضرموت الى المجد والتميز حيث كرّس جهوده وفكره في بناء قواعد وأسس متينة جعلت من الكيان الاتحادي نموذجاً رياضياً يحتذى به على مستوى أندية حضرموت واليمن بشكل عام.
عندما تولّى رئاسة نادي اتحاد حضرموت لم يكن هدفه مجرد إدارة اعتيادية لتسيير الأنشطة الرياضية بل كان ينظر إلى ما هو أبعد لبناء مؤسسة رياضية متكاملة قادرة على مواجهة كل التحديات وتحقيق الاستدامة في العمل الرياضي فقد أسس لبنية تحتية متكاملة ووضع نظاماً إدارياً حديثاً يعزز ثقافة الانضباط والعمل الجماعي كفريق واحد لتنفيذ كافة المهام ورسم ملامح المستقبل الرياضي وتحقيق الاهداف المرسومة لديه.
تحت قيادته شهد نادي اتحاد حضرموت نقلة نوعية فعلى المستوى الفني استطاع الفريق أن يحقق تطوراً ملحوظاً في الأداء والمشاركة في مختلف البطولات المحلية سوى في كأس حضرموت او تصفيات اندية الدرجة الثالثة بفضل استقطاب مواهب شابة وصقلها وتهيئة كل عوامل النجاح، لها اما على المستوى الاداري فقد تم وضع النادي في مصاف المؤسسات الرياضية التي تُدار بأسلوب علمي حديث وخطط عمل مدروسة عبر تأسيس مجلس الشرف الاعلى وادارة مستقلة لرابطة المشجعين ودعمها لتكون احد اهم نجاحات الكيان الاتحادي.
فقد كانت رؤيته مختلفة قامت على رسم ملامح المستقبل وتحويل النادي إلى بيئة جاذبة للمواهب والطاقات وتحقيق الانجازات وفق خطة مزمنة منها ما تحقق ومنها ما تم تركه للادارة الحالية للعمل على تحقيقها مستقبلا للمساهمة في خلق هوية قوية وتعزيز دور النادي في المجتمع ليكون أكثر من مجرد مؤسسة رياضية بل منصة لتمكين الشباب ونشر القيم الإيجابية.
بعد سنوات من العمل الدؤوب وترسيخ كل مقومات النجاح لمن سيأتي من بعده ولكبر وتعدد مهامه الاكاديمية والعملية قرر الدكتور فرارة تقديم استقالته من رئاسة النادي وتسليمها الى قياده ادارية شابة تواصل عهد التميز لنادي الوطن في خطوة تعكس نضجه القيادي وعمق التخطيط الذي انتهجه لنفسه وحسّه العالي بالمسؤولية في أرساء مبدأ الاستمرارية في القيادة حيث ترك النادي في وضع مستقر قادر على المضي قدماً نحو مزيد من النجاحات.
وإعداد جيل من القيادات القادرة على استكمال مسيرته وضمان أن تبقى إنجازات النادي راسخة عبر رسم الملامح الاولى لمستقبل اتحاد حضرموت ككيان رياضي متكامل يعكس طموحات حضرموت الرياضية ومن واجبنا هنا أن نقف احتراماً وتقديراً لما قدمه هذا الرجل ونثمن جهوده التي ستظل علامة فارقة في تاريخ النادي.
اليوم ونحن نودعه كقائد رياضي واداري ندعو له بالتوفيق في مسيرته القادمة ونؤكد أن ما بناه سيظل شاهداً على عمله المخلص كما نرحب بالقيادة الجديدة المتمثلة في الأستاذ إبراهيم الهدار ونتمنى له التوفيق في تعزيز هذه المكتسبات والبناء عليها وتحقيق المزيد من النجاحات والانجازات لنادي الوطن .