الإثنين , يناير 27 2025

لماذا نُفضّل بعض أبنائنا عن الآخر؟

 

 

لماذا نُفضّل بعض أبنائنا عن الآخر؟

 

في عمق النفس البشرية، تتداخل مشاعرنا كبشر مع أحكامنا، وأحيانًا دون وعي، نجد أنفسنا نميل لأحد أبنائنا أكثر من الآخر. هذا السؤال يُلقي الضوء على جانب حساس من علاقتنا بأبنائنا، ليس لأنه يكشف عن خطأ، بل لأنه يكشف عن طبيعتنا الإنسانية المُعقدة.

الإنسان بطبعه يميل إلى من يُشبهه، أو من يُشعره بالراحة والانسجام. ربما نرى في أحد أبنائنا نسخة مصغّرة من أنفسنا، سواء في صفاته الشخصية أو اهتماماته، فنميل له بحكم هذا التشابه. أو ربما نرتبط بأحدهم لأنه يُذكّرنا بلحظات محددة من حياتنا، أو لأنه يُظهر حاجته لنا بشكل أكبر من إخوته.

لكن، هل هذا التفضيل طبيعي؟ أم أنه ظلم؟

في الحقيقة، لا يمكننا أن نلوم أنفسنا على مشاعرنا، فهي ليست دائمًا تحت سيطرتنا. ولكن ما نستطيع التحكم به هو سلوكنا. عندما يتحوّل التفضيل إلى تعامل ملموس وظاهر، فإنه يزرع في نفوس الأبناء الآخرين مشاعر النقص أو الغيرة، وربما ينشئ فجوة عاطفية بينهم وبيننا أو بينهم وبين أخيهم.

العدالة بين الأبناء لا تعني المساواة المطلقة، بل تعني أن يشعر كل منهم بأنه محبوب ومُقدّر بذاته. لكل طفل شخصيته واحتياجاته، ولكل منهم طريقته الخاصة في تلقّي الحب.

ربما علينا أن نسأل أنفسنا: هل التفضيل ينبع من الابن ذاته أم منّا نحن؟ هل نحن من نبحث عن الراحة في من يُشبهنا، أم نخشى التعامل مع من يختلف عنا؟ الإجابة قد تكون مفتاحًا لفهم أعمق لعلاقتنا بأبنائنا، وربما بأرواحنا.

فيصل الكثيري

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

هل حقق الحلف لحضرموت نصراً ؟!.

  هل حقق الحلف لحضرموت نصراً ؟!.     المراقب للأحداث التي قادها حلف قبائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *