الرسالة الأخيرة لعلّ وعسى
إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي
إلى رؤساء وعُمداء جامعات حضرموت
اكتب لكم بحروف بلا طاقة نقاطها تنزف ألماً وتعباً ولم تجد من يداوي جراحها ..
اكتب لكم بلا خاطر ..
اكتب لكم بأمل يقف بين أعاصير لاتهدأ ، تحاول أن تغرقه بلا رحمة ..
سلامي لكم .. السلام الذي أخلصت به لكم ولكنه هذه المرة ممزوجاً بعتاب وخيبة، فالحال مختلف ، والخيبات تطعن في قلوبنا بعد كل خبر اجتماع أو مناقشة لكم بخصوص استئناف العام الجامعي .
طالما انتظرنا أمام نوافذ منصات ومواقع التواصل الاجتماعي ، لعل خبراً ينصفنا، ولكن للأسف لم نجد.
لأكثر من مرة طرق الطلاب في الاتحادات و المجالس أبوابكم ، متى ستجعلوننا نشعر بأننا شركاء في القرار ؟
إن الحميّات والأمراض لازالت تنهش ببعض المناطق في حضرموت ، هل أنتم واثقون من إمكانياتكم البسيطة لمواجهة الظروف الاستثنائية ؟ هل تضمنون حماية الطالب من لحظة خروجه من بيته إلى لحظة العودة ؟ هل تضمنون حماية الطلاب في العُزب والسكنات ؟ هل … هل … هل .. الخ
قد يقول البعض بأن الناس مزدحمة في الأسواق والمحلات، والأعراس مستمرة في بعض المناطق .. ولكن ماذنبنا نحن الذين التزمنا ؟؟ هل ستعاملون الجميع وكأنهم كلهم بلا مسؤولية ولا اهتمام ؟
لحظة ..
أريد أن اخبركم بشيء ..هل ناقشتم في اجتماعاتكم نفسية الطلاب…؟
هل تعلمون أن من الطلاب من فقد أبوه وآخر أمه وأخرى قريبتها، في أزمة الوباء هذه ؟
هل تعلمون أن خواطرنا ونفسياتنا لاتسمح بإجراء أي اختبارات نهائية ..سأقولها لكم بلا لف أو دوران : لقد مضى أشهر منذ توقفنا.. نسينا الكثير .. وجاءت الأحداث المستجدة لتعصف بقلوبنا ومشاعرنا وطاقاتنا ، فلم يبقَ لنا نَفس لخوض اختباراتكم التي لن ترحم أحد ، وإن تساهلتم فيها فسيكون التساهل بحدود قليلة فنحن نعرفكم تماماً.
《 إلى والدي حسين باسلامه 》 كتبتها لك في رسالة ورقية ..وطالما اعتبرناك أب ، وقد حاولت جاهدة بشتى الطرق أن تصلك الرسالة لأنها كانت نابعة من القلب .. أتتذكرها؟ أتتذكر عندما قلت لك في ختامها : أن الاستثمار في التعليم الجامعي لايُعد خسارة..
اتتذكر كل كلمة كتبتها لك تُعبِّر عن تطلعاتنا وطموحاتنا ؟
وهانحن الآن في ظروف أخرى ، وآمل أن تصلك كلماتي التي كتبتها الآن وأنا على عتبة الانتظار لسحابة غيث تصلنا منكم ، فتروي قلوبنا التي جفت لما لاقته من خيبات وآلام من واقعنا الذي وصلتكم أخباره.
لماذا يا أبي تريد أن تخسرنا في ظرف طارئ كهذا ؟ لماذا تغامرون بنا ؟ لماذا تكسرون خواطرنا وترغموننا على خوض الامتحانات النهائية ؟
ليس لنا ذنب في هذه الظرف ، لماذا نتحمل تبعاته ؟ أنتم تقتلوننا بطريقة غير مباشرة
لانريد أن نتعرض لسوء أو نخاطر بحياتنا
ثم إن هناك تكاليف للقرار ستتعبنا وترهق أهلنا.
هناك الكثير من البدائل لماذا ترمونها بلا اهتمام ؟
ربما لن تقنعكم أعذارنا ، ولكن انصفونا بقرار يرضي جميع الأطراف ، الأزمة أتعبت الجميع ، لماذا لا تعتبرون الظرف استثنائي وتتجاوزون وتتنازلون لأجل طلابكم ؟
ختاماً :
وسلام الختام يحمل لكم احتراماً وتقديراً وآمل بأن تنصفونا ، فالملفات في دروب الجامعة كثيرة والأحلام والمطالب فيها على قيد الانتظار .
بغلــق أبواب الحكايــة عالأمـل
وبختم الكلمات للوالــد حسيـن
عنــدك آلاف البدايــل مش بدل
راجـع حساباتـك تودينــا لويــن
ليه مـــاتسمــع خواطرنــا لعـل
تشعر بخوف المشاعر والونيـن
واسمع خلاصاتي وقولي والجُمل
تبقى وصية لك مدى كل السنين
الأب يسـاند لو حصل مهماحصل
يشعـر بابنائه ويدعم كـل حين
يكفـي تعب فكــري وتوتـر ومَل
واقف على موجة تعاملني رهين
يكفي انصفونا واغلقوا باب الجدل
قـرار منصـف لاتكونــوا ظالميـن
يكفي تعبنا من محـل لمَّا محــل
ومطلبي مظلوم بأوراقه سجين
ضعنــا مـع طالــع وذا آخر نــزل
وصارت الأمواج تلعب بالسفين
ياباسلامـه لو كلامـي لك وصـل
سانـد مطالبنــا وكن معنـا مُعين
وإن خابت آمالي على ربي الوكل
ومـا قـول إلا اللــه العالــم يعيــن
مبـدع ومتفـاني ولاحب الكسـل
تعبان قلبي واكتب بخاطرحزين
#نطالب_بقرار_عاجل_ومنصف
#إنهاء_العام_الدراسي_مطلبنا
#نعم_لمصلحه_الطلاب
بقلم/ زهرة الوادي