مناشدة “أكبر مبنى طيني في العالم معرض للخطر” (قصر السلطان الكثيري بسيئون) .
تعرض قصر السلطان الكثيري (أكبر مبنى طيني في العالم) ومازال يتعرض لهطول أمطار غزيرة وشبه مستمرة في نفس الوقت الذي هطلت فيه الأمطار على مناطق كثيرة من اليمن بشكل عام وربما جنوب الجزيرة العربية، وذلك مع التغيرات المناخية الملحوظة خلال شهر يوليو الماضي ومطلع هذا الشهر أغسطس..
ومع أنه قد شهد ترميمات طفيفة في نهاية العام المنصرم 2019م شملت الطلاء الخارجي لجميع واجهاته وأرضيات سطوحه وترميم مصارف المياه، إلا أن كل ذلك العمل أصابه التلف تقريباً وبدرجة كبيرة مع بداية موسم الأمطار التي بدأت في شهر رمضان، فكل مرة تهطل فيها الأمطار تقوم بإزالة كمية كبيرة من الطلاء، كما أن ثمة تشققات ظهرت في مواضع متفرقة من الجدران الداخلية وهو ما يُنذر بالخطر المحدق بهذا المعلم التاريخي العريق.
إننا في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بوادي حضرموت نعاني شحة الإمكانيات وتدني المخصصات التي لا تتناسب البتة مع الأعمال الموكلة لنا، كما أن عدم وجود بنود لصيانة هذا المبنى تجعلنا نقف عاجزين أمام المهام الصعبة، ومع كل ذلك نحاول بجهودنا وإمكانياتنا المحدودة جداً من القيام بواجبنا ليس إلا.
فالقصر يحتاج إلى صيانة دائمة ومستمرة في ظل تلك التغيرات، ويحتاج إلى فريق عمل مختص بتلك الأعمال، فكثيراً ما تصلنا بلاغات بتسرب مياه الأمطار في المحلات التجارية التي تلتصق بالمبنى الأمر الذي يستدعي تكليف بعض الموظفين بشكل طارئ للقيام بمهمة إسعافية.
لكن ننبه إلى وجود مواضع كثيرة بمبنى القصر تُنذر بخطر كبير قادم، ففي الجهة الخلفية تكمن تلك الأخطار بالدرجة الرئيسية ومنها الركن الشمالي الغربي المطل على جامع المدينة وهو أخطر المواضع ويمكن انهياره في أي لحظة وسيسبب أضراراً للمارة وربما لجدار الجامع الشرقي.
كما توجد أضرار بالواجهة الشمالية وهبوط مستمر وضعف ويحتاج إلى صيانة عاجلة (يمكنكم مشاهدتها في الصور المرفقة بوضوح)، وأما بداخل المبنى في الطوابق الأرضية من الجهة الشمالية ذاتها فتظهر خبايا الأضرار من خلال التشققات التي ليست حديثة ولكنها مستمرة التوسع والهبوط.
إننا نقدر دور السلطة المحلية وقيامها بالمبادرة السابقة وعلى رأسها وكيل المحافظة الأستاذ عصام بن حبريش الكثيري الذي بادر في العام الماضي بتحمل تكاليف الترميم العاجل وطلاء الواجهات، فإننا نناشد السلطة المحلية مرة أخرى للوقوف إلى جانبنا، كما نناشد المجلس المحلي بمديرية سيئون في هذه المرحلة قبل أن يتفاقم الخطر لتحمل الجزء الأكبر هذه المرة على الأقل من حساب نفقات ريع المحلات التجارية التابعة للقصر التي تورد في حسابه.
كما نضع أمر هذا المبنى بين أيدي من يهمهم تاريخ وحضارة هذا الوطن، فكل واحد منا يتحمل جزء من المسئولية الوطنية تجاه هذا الإرث الثقافي العريق.
الدكتور حسين العيدروس