متى ستتصالح حضرموت مع شبابها؟
▪️مقال للكاتب/ عمار بن دويس
يعيش الشباب في حضرموت إحباطاً وآلاماً وظروفاً قاسية تنغص عليهم صفو حياتهم وتحطم أحلامهم وطموحاتهم بعد أن عاشوا في صغرهم أحلاما وردية وآمالاً في مستقبل أفضل وحياة كريمة هانئة في وطنهم وما هي إلا سنوات قلائل حتى وصلوا إلى المستقبل وصدموا بواقع محطم مرير .
فبعد أن يقضي الشباب سنوات ثمينة من حياتهم في الدراسة بالجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى آملين بناء مستقبل أفضل لهم ولوطنهم من الناحية المهنية والاجتماعية فإذا بهم يدخلون المجتمع ويشاهدون آمالهم مبددة وطموحاتهم أبعد ما تكون عن الواقع وشهاداتهم وأوسمتهم التي طالما تعبوا من أجل الحصول عليها أصبحت مجرد شعارات وأوراق مهترئة لا فائدة منها ولا تخولهم للحصول على الوظائف التي يستحقونها ، كيف لا وقد سيطر المسؤولون المفسدون على كل شيء ولم يتركوا لأحد أي شيء فأبناؤهم يتقلدون أعلى المناصب وأعلى المراتب ويسكنون أجمل القصور ويركبون أحدث وأجمل المراكب وشباب حضرموت بالرغم من تحصيلهم العلمي العالي وتفوقهم إلا أنهم يضطرون إلى العمل بالأجر اليومي كعمال بناء أو في المحال التجارية ومحلات بيع الخضار والفواكه وغيرها من الأعمال البسيطة الأخرى بل وفضَّل بعضهم الخروج إلى خارج حضرموت للبحث عن فرص أفضل وحياة أجمل .
ومن يقف على واقعنا اليوم في حضرموت يرى إقصاء متعمد للكفاءات الشابة من الإدارات الحكومية والشركات شبه الحكومية في حضرموت فقد أصبحت هذه الإدارات والشركات محصورة على فئة معينة من الأشخاص يتم اختيارهم بعناية وفقا لمعايير تخدم أجندة منفذين من خارج حضرموت لتمرير مصالحهم التي تتعارض مع مصالح أبناء حضرموت ويبقى شباب حضرموت مهمّشين في وظائف صغيرة أقل بكثير من مؤهلاتهم العلمية وبمرتبات قليلة جداً.
وها هي حضرموت تخسر شبابها يوماً بعد يوم وتطردهم إلى خارجها وتزرع في قرارة أنفسهم أنه لا مكان لهم في موطنهم بين أهليهم وأبنائهم، وأن حضرموت خيرها لغير أبنائها وهذا ما جعل عجلة التنمية فيها تتراجع إلى الخلف يوما بعد يوم، فالشباب هم أساس نهضة المجتمع وعماده فلا تنهض المجتمعات ولا تصعد الأمم إلى المعالي إلا بسواعد شبابها وعزيمة رجالها وإخلاصهم .
وأخيراً، هذه دعوة صادقة إلى كافة المسؤولين في حضرموت وكافة المكونات الحضرمية والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال في الداخل والخارج للعمل من أجل تمكين شباب حضرموت لقيادة الإدارات الحكومية والشركات الكبرى وخلق فرص العمل الواعدة في مختلف المجالات داخل حضرموت والضغط على الحكومة لدمج الشباب وتسليمهم دفة القيادة على أرضهم، من أجل أن يتصالح الوطن مع شبابه ونرفل في ثياب الأمن والسلام وندفع بعجلة التنمية إلى الأمام .