بسألك يا عاشور عن حال البلد
▪️ مقال للأستاذ/أحمد بن هشلان القيسي
يعتقد البعض أن المواطن اليمني المغترب عن وطنه وأهله ودياره ومسقط رأسه أنه خالي البال عديم الإحساس غير مبالي بما يحدث من صراعات وحروب وركود اقتصادي ومعيشي داخل بلاده، وأنه في غنى تام عن هذه الأحداث والمتغيرات السياسية والاقتصادية.
ولكن هذا الاعتقاد خاطئ ولا أساس له من الصحة بل تجده مشغول الفكر والبال بتلقي الأخبار من هذا وذاك للاطمئنان عن وطنه وأهله وناسه القريب منهم والبعيد.
فالواحد مننا لا يكاد يترقب وصول أحد من بلاده إلا ويسارع إليه للسلام عليه وتزويده بالأخبار اللتي تريح باله وتشغل تفكيره.
فأكثر ما يتراود داخل مجالسنا كمغتربين هو “كيف حال البلاد؟!
فالبعض يلتمس الصمت ويقولك البلاد وأهلها في خير؛بينما البعض الآخر وهم الأغلب لا يكاد ينتظرك تسأله حتى يفجّر ما في قلبه من هموم ومعاناة المواطنين باليمن، فيبدأ بسرد القائمة المشهورة عن حال اليمنيين ومعاناتهم داخل بلادهم قائلاً :-
ارتفاع في أسعار صرف العملات المحلية والأجنبية، الغلاء في أسعار المواد الغذائية حتى المدعومة لأن الالتزام بالأسعار المحددة لا رقيب ولا حسيب عليه، وطوابير على المحطات بسبب انقطاع المشتقات النفطيه بكافه أنواعها ، انقطاع مستمر للكهرباء بشكل يومي، انقطاع في شبكة الاتصالات والانترنت وأنها قد تتوقف في الأيام القادمة، المحلات التجارية توقفت عن البيع بسبب ارتفاع الصرف والبعض الآخر تعرضت للإفلاس، انتشار البطالة، شباب في مقتبل حياتهم ينتظرون فتح المطارات للمغادرة والكثير منهم بتأشيرة ذهاب بلا عودة، وتوقف الموظفين وعدم قدرة الحكومة على صرف مرتباتهم..إلخ
فهذا غيض من فيض عن معاناة الأهالي اليومية الذين ينتظرون إجراءات تعيد لهم الاعتبار في بلدهم لكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي..
وأخيراً يتمنى كل مغترب العودة لوطنه بعيداً عن كل البعد عن المنغصات المذكورة أعلاه وأن ينعم بخيرات بلاده لنفسه وأولاده.