للأسف أن الثقافة الحقوقية داخل الفقاعات الإعلامية المضللة ثقافة فريدة من نوعها تستخدم كمخدر وموجه ومحرض، ثقافة تعتمد على معلومات غير واقعية مغلوطة ثم تعتمد على توصيفات محددة تدفع إلى سلوك محدد، فسكان تلك الفقاعة يظنون حقاً كما علمتهم مدرستهم أن وادي وصحراء حضرموت يعيش تخلف والمدن التي تحت سيطرتهم تنعم بكل مقومات الرفاهية
إن من أهم أخطاء فئة التضليل أنها تسوق اتهامات بلا أدلة وأرقام غير حقيقية وتكذب ليل نهار بل إنها تسلب وتسرق نجاحات غيرها وتنسبها لها
، باختصار أن كل ما تروجه هذه الجماعة يعد صناعه للوهم بأجر مدفوع
إنها مكينة التضليل وتزود سكان الفقاعة بهذا المخدر يومياً على شكل مقالات وصور ومصطلحات وعناوين، تجعله يقف طوابير ينتظر المزيد بعد أن أدمن عليها ومنعته مرجعياته وانانيته وطبقيته من تناول غيرها، يتناول جرعته اليومية ويذهب مسطولاً إلى فراشه لاعناً كل من يخالف هواه مسبحاً بحمد قياداته
أما أجمل ما في هذه المدرسة أنها بعد أن انتهت من بيع حبوب التخدير والتضليل وبعد أن استفزت الطرف الآخر واتهمت بكل أنواع تهم التآمر والخيانة وبعد أن هنأت جماعتها ضمنياً لنجاحها
تقوم بدعوة كل من اقصتهم وخونتهم إلى حلول وحوار تحت مسمى التصالح والتسامح
لقد أفرزت لنا الفترة التي نمر بها نوعان من المسؤولين
وبالطبع يختلف الأمر كثيراً طبقاً لقدرات كل مسؤول ورؤيته لطبيعة الدور الذى يمكن أن يلعبه، وحسن اختياره لأدواته في إحداث التغيير المطلوب، ومدى تجاوبه مع الرأي العام داخل نطاق سلطته، وحجم انحياز الجمهور لنشاطه، لأنه في حالات كثيرة لم تمنع نصوص القانون رغم تلعثمها وقلة فصاحتها من أن يبرز مسؤولين نشطاء أنطقوا نصوص هذه القوانين عملاً فذاً وسع نطاق الخدمة العامة وشجع الكثيرين على أن يساهموا ويشاركوا، وابتكروا حلولاً جديدة لمشكلات قديمة تفككت عقدتها، ونستطيع أن نورد هنا عشرات الأمثلة لمسؤول له بصمة واضحة في أعمال جيدة تنطق بكفاءته، كما نستطيع أن نورد أمثلة أخرى لمسؤولين ضاقت صدورهم بمطالب الناس وأغلقوا أبوابهم على أنفسهم، يمكن أن نتحدث عن مسؤولين لا يجيدون غير التبعية والارتهان وقراراتهم وإرادتهم مسلوبة نتحدث عن مسؤول استغرق ستة شهور كاملة كي يكمل إجراءات ترخيص (فرن)
ويمكن أن نتحدث أيضاً عن مسؤول آخر أعطى لأحد المستثمرين أرضا في عاصمة محافظته على مسافة ساعات سفراً بالسيارة ويمكن أن نتحدث عن مسؤول ترك بطانته تنهش في جسد محافظته ومع الأسف لا تتوفر حتى الآن أدنى نسبه محدده من الرضا العام عن هذا المسؤول ونشاطه،
لا تكاد تكون هناك معايير حقيقية تقيس وقع نشاط المسؤول الأول وأعماله على حياة الناس في نطاق سلطته، ولا أظن أن هناك مثالاً آخر على العجز وقلة الحيلة أكثر من تلال القمامة التي تسد عين الشمس في معظم المحافظات ومعانات الناس من الكهرباء والماء والخدمات الأخرى
شاهد أيضاً
حضرموت نموذج للإنسانية والعدالة..في تعاملها مع ملف النازحين
حضرموت نموذج للإنسانية والعدالة..في تعاملها مع ملف النازحين شهدت حضرموت تدفق أعدادا كبيرة من النازحين …