عفواً سيدي المحافظ اللواء الركن فرج سالمين البحسني لن نقبل أن تجعلوا حضرموت مادة للتسول .
حضرموت تمتلك من الخيرات ما يغنيها عن التسول للغير ،حضرموت غنية بتاريخها وتراثها وأرضها وبحرها وسمائها، وأرضها حبلى بالخيرات ، حضرموت غنية برجالها الشرفاء والمخلصين الذين تم تهميشهم وإبعادهم عن مراكز القرار،
فلماذا تجعلوا منا مادة دسمة للتسول عبر وسائل الإعلام ؟
وهذا دفع بالبعض أن يقول أنّ السلطة المحلية عملت كل هذه الدوشة ليس حرصاً منها على سلامة ابناء حضرموت من العدوى والإصابة بفيروس كورونا وإنما من أجل الحصول على مزيد من المساعدات من الخارج والداخل مبررين ذلك بأن السلطة المحلية لم تسخّر كل الجهود الذاتية والمحلية وتستنفذ كل الطاقات وتجند كل الإمكانيات المحلية لمواجهة الجائحة، حتى تتسرع وتطلب المساعدة من الخارج.
والبعض الآخر ذهب إلى ماهو أبعد من ذلك بقولهم أنّ السلطة المحلية قد أعطت الضوء الأخضر لتجار آخر زمن بالإجهاز على المواطن الغلبان، مقابل حفنة من الملايين قدمها هؤلاء للسلطة المحلية في صيغة دعم الحملة لمكافحة الوباء، حيث لم يجف حبر تلك الشيكات المقدمة من هؤلاء التجار إلا وقد سارع الكثير منهم برفع الأسعار لكي يستعيد ذلك التاجر الخمسين مليوناً التي قدمها أمام وسائل الاعلام، وهو يتفاخر بأنه قدم دعماً للجنة التبرعات.
وكأنه يستعيد بيساره ما قدمته يمينه ،فقد شهدت المواد الغذائية الأساسية ارتفاع جنوني خصوصاً مادة الأرز والسكر وزيت الطبخ ،أليس هؤلاء التجار هم من يحصلون على الدولار من البنك المركزي بسعر مخفض ويبيعون بسعر صرف اليوم .
أما تجار المشتقات النفطية الذين أصبح استيراد المشتقات النفطية حكراً لهم دون غيرهم وهم لا يتجاوزون اصابع اليد ومعروفين للجميع، ماذا قدموا لحملة التبرعات لمواجهة الجائحة مقابل ما حصلوا عليه طوال السنوات الماضية ؟
لماذا لا يتم الزامهم بتوفير مادة المازوت مقابل ما حصلوا عليه ؟ ويأتي بعدهم تجار الطاقة المشتراة الذين نهبوا الأموال طوال السنوات الماضية.
على هؤلاء التجار مجتمعين أن يقدموا اليوم الدعم دون مقابل والزامهم بالتخفيض في الأسعار .
سيّدي المحافظ أقولها وبكل صدق وأمانة يفرضها الواقع أنّ إدارتكم للأزمة في مواجهة كورونا فاشلة، ولم ترتق لما هو مأمول كيف تطالبون الناس بالحجر الصحي في بيوتهم وأنتم فشلتم في توفير استمرار التيار الكهربائي لمنازلهم في درجة حرارة مرتفعة .
كيف تطالبون الناس بالحجر في منازلهم وهناك الكثير من الأسر الفقيرة تعيش تحت خط الفقر ،كيف يلتزم المواطنون بإغلاق محلاتهم وعليهم التزامات مالية مرتفعة مثل الإيجارات والضرائب وغيرها من الإلتزامات .
هل وفرتم البدائل لهم على غرار مثلاً إعفاء المواطنين من فواتير الكهرباء والمياه لفترة شهر واحد ؟
هل ألزمتم أصحاب العقارات بتخفيض الإيجارات لشهر ابريل؟ هل اوجدتم البدائل لأصحاب الأجر اليومي ولكثير من الأسر التي تفتقد لقوت يومها والله وحده يعلم بحالهم .
سيدي المحافظ كنت ولازلت مناصراً ومؤيداً لكم وثقتي كبيرة فيكم ولكن عليكم اولاً واخيراً أن تكونوا مناصرين لحضرموت ،وتحفظوا لها كرامتها وعزتها، وأن تكونوا في صف العامة من الناس البسطاء مناصراً ونصيراً لهم فهم أمانة في اعناقكم.
فأنت مسؤول وسوف تسأل يوم القيامة عن من توليت أمرهم واذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-(( ما مِن رجُلٍ يَلي أمرَ عشرةٍ فما فوقَ ذلك ؛ إلَّا أتاه اللهُ – عزَّ وجلَّ – ؛ مَغلولًا يومَ القيامةِ يدُه إلى عنقِه : فكَّه برُّه ، أو أوبقَه إثمُهُ : أوَّلُها ملامةٌ ، وأوسطُها ندامةٌ ، وآخرُها خزيٌ يومَ القيامةِ)).